شهدت مدينة الدشيرة الجهادية خلال يومي 18و19 يوليوز الماضي فعاليات مهرجان الدشيرة للثقافة والموسيقى الذي نظمته جمعية مهرجان الدشيرة التي لم يمر سوى أقل من شهر عن ميلادها. وانطلق المهرجان يوم السبت 18 يوليوز 2009 على الساعة السادسة مساء بساحة اكروماعي الذي أقيم به حفل الافتتاح بحضور بعض رجال الأعمال الذين دعموا الدورة الأولى لهذا المهرجان وممثلي وسائل الإعلام بالجهة، وثلة من المهتمين بالفعل الفني بالمدينة وخارج المدينة. وجاءت فقراته متنوعة أرضت أذواق كل الحضور، حيث ابتدأ الحفل بكلمة المهرجان ألقتها مديرة المهرجان الإعلامية بإذاعة راديو بلوس بأكادير السيدة خديجة بوزيدي تحدثت فيها عن أهمية المبادرة المتمثلة في الاهتمام برواد الأغنية الأمازيغية كخيار استراتيجي ينبني على تصور واضح للجمعية يتوخى المساهمة في الدفع بقاطرة التنمية الشاملة من خلال النهوض بالشق البشري الذي يعتبر ركيزة مهمة في مسيرة البناء الحضاري للمجتمع. ويأتي تنظيم جمعية "مهرجان الدشيرة"لهذه المبادرة بناءا على قناعتها بمدى أهمية الفن الأمازيغي بمدينة الدشيرة، التي تعتبر معقل حقيقي للأغنية الأمازيغية، تخرج منه كبار رواد الفن الأمازيغي .. ومن الفقرات القوية في حفل الافتتاح إلى جانب الأمسية الفنية التي شاركت فيها عدة مجموعات غنائية أمازيغية بالإضافة إلى فرقة أحواش تنتمي إلى مسكينة وفرقة الرايس العربي احيحي والرايسة صفية تاشتوكت.... لم تغفل الجمعية الجانب الاجتماعي الذي هو العصب الرئيسي الذي من أجله خلقت الجمعية حيث تم توزيع عشرات الكراسي المتحركة على المعاقين بمنطقة الدشيرة ونواحيها بتعاون مع جمعية التضامن لدوي الاحتياجات الخاصة بأولاد داحو، هذه الأخيرة التي تكفل رئيسها السيد الحاج الحسين تكانت بمصاريف ثلاثة عمليات جراحية على مستوى الأرجل لثلاثة معاقين من بينهم طفل وفتاتين ودلك بمصحة خاصة بمدينة مراكش مباشرة بعد نهاية المهرجان. وجاء اليوم الثاني من أيام المهرجان حافلا بالأنشطة، إذ انطلقت صباحا بالمركب الثقافي بالدشيرة الجهادية ندوة تحث عنوان " الأغنية الامازيغية ورهانات المستقبل " أدارها الأستاذ السيد محمد بومزوغ محامي بهيئة أكادير، وشارك فيها عدة أساتذة باحتين في المجال الفني الأمازيغي بالإضافة إلى حفل توقيع ثلاثة كتب وهي " كتاب تازنزارت في الأغنية الامازيغية للأستاذ سعيد ازروال " و " كتاب المجموعات الغنائية السوسية للأستاذ أحمد الخنبوبي " و " كتاب الشهر الشعري في الشعر الشوهادي للأستاذ على الزهيم " حضرها عدد غفير من المهتمين والباحتين. وخلال حفل اختتام فعاليات المهرجان استمتع جمهور مدينة الدشيرة ونواحيها بفقرات موسيقية لكل من، فرقة أحواش تزنيت ومجموعة أحمد اماينو والرايس لحسن أخطاب والرايسة مينة تويرت... وفي الأخير تم تكريم الرايس محند أجوجكل الذي أتحف الحضور بباقة منوعة من المقطوعات الموسيقية التي تنهل من الثقافة الأمازيغية بإيقاعاتها الجميلة والتي تعتمد على استخدام الآلات الموسيقية التقليدية الرباب. وللإشارة فالفنان الرايس محند اجوجل سيخضع لعملية جراحية على العينين سيتكفل بمصاريفها رئيس جمعية التضامن لدوي الاحتياجات الخاصة بأولاد داحو الحاج الحسين تكانت. كما تم أيضا، خلال حفل اختتام هذه التظاهرة، التي نظمت تحت شعار "نحو نهضة فنية ثقافية جادة"، تكريم الفنان والمخرج السينمائي الأمازيغي أحمد بادوج. وتعتبر فعاليات المهرجان الثقافي والفني الذي احتضنته مدينة الدشيرة عاصمة الفن الأمازيغي خلال يومي 18 و19 يوليوز الجاري أكبر تجمع فني في تاريخ مدينة الدشيرة، هذا وقد عرفت الدورة الأولى لمهرجان الدشيرة للثقافة والموسيقى نجاحا جماهريا منقطع النظير وتغطية صحفية متميزة للإذاعات الجهوية والوطنية وكذا الجرائد الجهوية والوطنية. وقالت خديجة بوزيدي مديرة مهرجان الدشيرة في دورته الأولى في تصريح للسيدة خصت به الجريدة ، إننا كرمنا من يستحق التكريم ورسمنا منهجا جديدا ورؤية ثاقبة للحركة الفنية الأمازيغية، وأكدت أن المهرجان سيكون سنويا ليدعم بدلك الإرهاصات التي تشهدها الساحة الفنية الأمازيغية. كما أكدت أن الإقبال الجماهيري على فعاليات المهرجان في اليوم الثاني فاقت كل التوقعات، مشيرة إلى أن جمعية الدشيرة ستعمل على تنظيم مثل هذه الفعاليات الكبيرة سنويا للمساهمة في دعم الحياة الفنية والثقافية والاجتماعية بمدينة الدشيرة، وأضافت مديرة المهرجان أن مكتب الجمعية سيحدد تاريخ الدورة الثانية وعدد أيامها في الأيام القليلة القادمة، كما أكدت أن أغلب أعضاء مكتب الجمعية المنظمة لهذا المهرجان الأول من نوعه بالمدينة يراهنون على أن تمتد أيام المهرجان إلى 5 أيام وستقام على ثلاث منصات عصرية مجهزة بجميع الإمكانيات الحديثة. وفي نفس السياق أشارت المديرة الفنية سعيدة العلاوي المديرة التي تعتبر أصغر مديرة فنية، أن الدورة الثانية لمهرجان الدشيرة للثقافة والموسيقى سيعرف مشاركة فرق موسيقية أمازيغية من الجزائر ومالي وأمريكا، ودالك من اجل إرضاء جمهور مدينة الدشيرة مهد الأغنية الأمازيغية. إبراهيم فاضل