انقطع الماء الصالح للشرب عن جل أحياء مدينة أكادير طيلة يومي الثلاثاء والأربعاء الأخيرين عاشت ساكنة مدينة أكادير الكبير يوما من الخوف والهلع، بعد إعلان مديرية الأرصاد الجوية قرب وصول عاصفة رعدية مطرية يمكن أن تزخ ما يزيد عن 100 ملم في ظرف يقل عن ساعة في محور الصويرةأكادير وتارودانت. وزاد من خوف الساكنة التدابير الاحترازية التي اتخذتها السلطات جراء إغلاق المدارس وتسريح تلاميذها ومناشدة عمدة المدينة على أمواج إذاعة محلية السكان بملازمة منازلهم. طيلة يوم أول أمس، توالت الإشاعات والإشاعات المضادة والتي تزيد من جو الخوف والبلبلة السائد وسط السكان، خاصة وأن عدة أحياء غمرتها المياه تماما، بل وغمرت منازل السكان بمدن إنزكان، الدشيرة وأيت ملول وأحياء بأكادير المركز نفسه. ففي إنزكان غمرت المياه أزيد من 55 منزلا بدرب برج التركي بحي الخشيشة بمقاطعة تراست. ونفت مصادر من السلطة المحلية ل «المساء» ما تردد وسط السكان من وجود خسائر بشرية بل ونفت أيضا ما تردد من تعرض بعض المنازل بحي برج التركي للهدم، مبررة نقلها لمجموعة من قاطني الحي إلى المركز التربوي الجهوي بكونه مجرد إجراء إحترازي لكون الحي يوجد في منطقة مهددة بالفيضانات، بدليل أن رب أسرة من كل الأسر تقريبا التي تم إيواؤها بهذا المركز بقوا بمنازلهم رغم إلحاح السلطات على عدم بقائهم بهالكن السلطات لايمكنها أن تجبرهم على إخلاء المنازل التي أصروا على البقاء فيها لأنهم يعتقدون أن السلطات ستهدمها لكونها مبنية بشكل عشوائي. وفي مدينة الدشيرة الجهادية غمرت المياه أيضا العديد من المنازل بحي تكمي أوفلا وحي إكروماعي خاصة. وأفادنا بعض سكانه أنهم لم يعرفوا من قبل مشكل الفيضانات، لكن بعد بناء تجزئة تليلا التي ساهمت في تحويل مجرى الواد المحاذي لها وأصبحت المياه تسيل نحو الدشيرة وتضرر من هذا الأمر حسب السكان حيهم إكروماعي وجزء من حي تاسيلا، وارتفع منسوب المياه في العديد من الأحياء مثل مدارة الأندلس، كما غمرت المياه أحد المعامل الموجودة قربه، وعاينت «المساء» بعض الخسائر التي تسببت فيها الأمطار مثل احتراق محطة لتوزيع الكهرباء بشارع محمد الخامس قرب ملعب أحمدفانا مما تسبب في قطع التيار الكهربائي عن جل الأحياء المجاورة للمقاطعة الحضرية الأولى والتي ستبقى بدون إنارة ل48 ساعة على الأقل، وهي المدة التي تتطلبها إعادة تشغيل هذه المحطة حسب مصدر من سلطات الدشيرة. وشهدت العديد من الأحياء أيضا إرتفاع منسوب المياه والأوحال بل وتضررت بعض المنازل بسبب تسرب المياه إليها خاصة بتجزئة الفرح ببنسركاو وبعض أحياء أنزا وأيت ملول وتكوين . ومن بين بنايات الدولة التي تضررت جراء هذه الأمطار الغزيرة محكمة الإستئناف بأكادير والتي لم يمض على إحداثها سوى أقل من سنتين، حيث تسربت كميات مهمة من الأمطار من أسقف بهو المحكمة، كما ظهرت على سلاليمها العديد من الشقوق والتصدعات مما اوضح أن الرخام المستعمل في بنائها كان من النوع الرديء، مع العلم بأن هذه المحكمة التي دشنها ملك البلاد قبل أقل من عام ونصف كلف بناؤها خزينة الدولة 5 مليارات من السنتيمات . وفي موضوع ذي صلة انقطع الماء الصالح للشرب عن جل أحياء مدينة أكادير طيلة يومي الثلاثاء والأربعاء الأخيرين، والتجأ بعض سكان حي الخيام بأكادير إلى ملء أوانيهم من صنبور يوجد أمام باب الوكالة المستقلة المتعددة الخدمات وهي نفسها التي تتولى توزيع الماء بمنطقة أكادير الكبير، كما إضطرت بعض الأسر إلى استعمال المياه المعدنية خاصة الرخيصة منها، سواء في الشرب أو الوضوء أو في كل الأعمال المنزلية والمطبخية .