تخليدا لليوم العالمي للمدرس ، أقامت نيابة وزارة التربية الوطنية بتيزنيت مساء يوم الثلاثاء 11 اكتوبر 2011 حفلا تكريميا على شرف نخبة من الأساتذة الذين قدّموا خدمات جليلة لقطاع التعليم المدرسي من خلال عطاءاتهم التربوية المتميزة ومبادراتهم الإبداعية في مختلف مجالات الحياة المدرسية،حضره السيد النائب الإقليمي بمعية السادة رؤساء المصالح النيابية واطر إدارية وتربوية وممثلين عن هيئتي الإدارة التربوية والمراقبة التربوية بجميع أسلاك التعليم الثلاثة وفئة المساعدين التقنيين والأعوان، بالإضافة إلى ممثل فيدرالية جمعيات آباء وأولياء التلاميذ وممثلي الشركاء الاجتماعيين والإعلاميين وفعاليات جمعوية أخرى فاعلة في القطاع . برنامج الحفل تضمن فقرات متنوعة، استهلّت بتلاوة آيات بيّنات من الذكر الحكيم، تلتها كلمة السيد النائب الإقليمي بالمناسبة والتي عبّر من خلالها عن تقديره لجهود نساء ورجال التربية والتكوين بالإقليم والتي توّجت بحصول تلامذتنا على نتائج مشرّفة في مختلف الامتحانات الاشهادية ، بؤّأت النيابة الإقليمية مراتب الصدارة على الصعيد الجهوي ،مشيدا بتضحيات الأساتذة العاملين والمخلصين لمهنتهم أينما وجدوا، في البوادي والمدن وعلى قمم الجبال لأداء الرسالة الملقاة على عاتقهم بكل أمانة وإخلاص ، ووجّه تحية خاصة للأستاذ المربّي والأستاذ المبدع والأستاذ الفنان والعبقري والجمعوي والباحث...، من خلال عرض نماذج مشرّفة ، تعمل بجدّ داخل المؤسسات التعليمية ، وتقدّم الشيء الكثير لتلميذات وتلاميذ الإقليم. ودعا الجميع في ختام كلمته بالعمل على تضافر الجهود أساتذة وإداريين وآباء وأولياء وشركاء اجتماعيين لتحقيق ما يصبو إليه بلدنا من أهداف تربوية، وأن تكون الغاية التي نتوخّاها جميعا هي مصلحة هذا الوطن والسعي إلى نهضته وازدهاره وتقدّمه. ألقيت كلمات بالمناسبة من لدن بعض الأساتذة وممثلي الشركاء الاجتماعيين، كما تمّ الاستماع إلى شهادات حيّة من بعض الأساتذة المبدعين، والذين تحدّثوا عن إبداعاتهم وقدّموا تجربتهم أمام الحاضرين في مجالات مختلفة كإعداد البرانم المعلوماتية، ابتكار الآلات والوسائل التعليمية أو إنجاز المشاريع التربوية والاجتماعية والبئية وغيرها من المشاريع المرتبطة بحياة التلميذ المدرسية. وزّعت في نهاية الحفل أوسمة ملكية شريفة على المنعم عليهم من نساء ورجال التربية والتكوين بالإقليم، وهم السادة: ابراهيم الخديري مفتش التعليم الثانوي من الدرجة الممتازة أحيل على المعاش هذه السنة، الحسين أوكرزي ملحق الإدارة والاقتصاد الدرجة الثانية، امبارك الحميدين مدير م/م منصور ابراهيم بن بلعيد والذين نالوا وسام الاستحقاق الوطني من الدرجة الممتازة ،فيما نالت السيدة كلثومة بوبريك مساعدة تقنية الصنف الثاني والسيدين عبد السلام عبد الرزاق وابراهيم بوشي مساعد تقني الصنف الثاني وسام الاستحقاق الوطني من الدرجة الثانية. وأخذت صور جماعية مع المحتفى بهم وسط تشجيعات الحاضرين وتنويهات مختلف المسؤولين بأعمالهم وتضحياتهم. في ختام الحفل،قرأ الجميع سورة الفاتحة ترحّما على أرواح كل نساء ورجال التعليم الذين وافتهم المنية، كما ترحّموا على أرواح أباء وأمهات بعض اطر التربية والتكوين الذين رزؤوا في فقدان آبائهم أو أمهاتهم مؤخرا، راجين لهم الرحمة والغفران ، ومتمنّين للجميع الصحة والعافية وطول العمر. وقد نظّمت على شرف المدعوّين حفلة شاي بالمناسبة. يشار إلى أن الحفل حضره كذلك بعض أطر التربية والتكوين الذين قدّموا ترشيحاتهم لنيل الجائزة الوطنية للاستحقاق المهني التي أعلنت عنها وزارة التربية الوطنية هذه السنة، من فئة المديرين أو هيئة التدريس، وهي مناسبة سانحة لتكريم هؤلاء الأساتذة الذين نالوا تزكية مجالس التدبير بفضل خبراتهم ومثابرتهم في العمل وكفاءاتهم المهنية التربوية أو الإدارية. كلمة السيد النائب في الحفل التكريمي المنظم بمناسبة اليوم العالمي للمدرس بالمركز الإقليمي للتكوينات والملتقيات يوم 11/10/2011 بسم الله الرحمن الرحيم معشر الأستاذات والأساتذة العاملين بالقسم أوالمكلفين بمهام إدارية أومن يمثلهم . كما تعلمون، يحتفل العالم ومعه الشعب المغربي قاطبة وبجميع مكوناته باليوم العالمي للمدرس الذي يصادف الخامس من شهر أكتوبر من كل سنة، وهي مناسبة للاحتفاء بالمدرّس والمدرّسة، وتكريمهما من طرف المجتمع تقديرا لدورهما في تربية الأجيال الناشئة ونشر العلم والمعرفة وصنع الحضارة الإنسانية. ولكون التعليم الجيد يعتبر البوّابة الرئيسية لتحقيق التقدم والرقي للبلدان والشعوب، فان مسؤولية المدرّس كبيرة وعظيمة لأنه صانع تاريخ الأمم ومصدر نهضتها وتطورها، ولهذا السبب، فقد حظي بالتقديروالتبجيل حتى أنّ أمير الشعراء أحمد شوقي بوّأه منزلة الرّسل والأنبياء في بيته الشعري المشهور حين قال: ” قم للمعلم ووفّه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا ” فكلاهما له رسالة سامية لابد له من تأديتها على أكمل وجه بكل أمانة وإخلاص. وهنا لابد من التذكير بالرسائل التي يوجهها مختلف الفاعلين الدوليين والوطنيين إلى السادة الأساتذة بمناسبة اليوم العالمي للمدرس نذكر منهم الأمين العام للأمم المتحدة والمدير العام لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو) بالإضافة إلى السيد وزير التربية الوطنية، ولعل الرسالة المشتركة التي وجّهها السيد أحمد اخشيشن وزير التربية الوطنية والسيدة لطيفة العبيدة كاتبة الدولة في التعليم المدرسي إلى هيئة التدريس هذه السنة بمناسبة اليوم العالمي للمدرس لخير دليل على مكانة المدرس في المنظومة التربوية، وقد ضمّنا هذه الرسالة مشاعر الاعتزاز بالأسرة التعليمية وبرمزية الاحتفال باليوم العالمي للمدرس لما له من دلالات ومعاني سامية في النبل والتضحية ، والتي يدعوان من خلالها إلى المزيد من التعبئة للارتقاء بمنظومة التربية والتكوين، كما نوّهت الرسالة كذلك باختيار المنتظم الدولي لشعار ” المساواة بين الرجل والمرأة” كرمز للاحتفال هذه السنة وهو تكريس لقيم الديموقراطية والحداثة،مشيرة إلى ما حققته المدرسة المغربية من تطور باحتضانها لأكبر كتلة نسائية عاملة في مرافق الدولة و بما حققته من تقدم في ضمان التمدرس الإلزامي لكل بنات المغرب،و تثمين مقاربة النوع. واختتمت الرسالة بتوجيه نداء لكل مدرسات ومدرسي المغرب للمزيد من التعبئة والانخراط للارتقاء بالمنظومة التربوية الوطنية و تحقيق المساواة بين المرأة والرجل في كل مناحي الحياة، طبقا للتوجيهات السامية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله. نقف اليوم للاحتفاء بالأساتذة كل من موقعه: - بالأستاذ الذي يِؤدي واجبه على أحسن وجه ويجاهد ليزيل الغشاوة عن أعين نساء ورجال الغد ضامنا مجتمعا مستقبليا بدون أُمية. - بالأستاذ المبدع الذي تسكنه هواجس الابتكار ليُسهل مأموريته ومأمورية زملائه وتلامذته في ميدان التحصيل. وهنا لابد أن أشيد بمجموعة من الأساتذة المبدعين تفتقت عبقريتهم فابتكروا وسائل تعليمية لاقت إعجاب المديرين محليا وجهويا ووطنيا وهم كثر، وقد اعتمدوا الوسيلة المعلوماتية كمكون لاختراعاتهم وأخرهم ذ.العزيز اواري الذي لم يمض على تقلده مهمة التدريس بالتعليم التقني الفتي بتيزنيت وقت طويل حتى خرج علينا بابتكار DIDAMAGIC وهو مزيج من الوسائط تخدم الكهرباء والميكانيك لكن له فيها مئارب أخرى. - بالأستاذ الفنان الذي يأخذ بيد التلاميذ لتدريبهم على الفنون حتى تصقل مواهبهم وتتفتح لهم أبواب السير في الميدان. - بالأستاذ المناضل الذي يقطع المسافة بين اكادير وتيزنيت مرة كل أسبوع لسد الخصاص الذي تعاني منه الثانوية التقنية “ابن سليمان الرسموكي” في أساتذة التقني الصناعي، فتحية للأساتذة الست الذين قبلوا هذه التضحية عن طيب خاطر. - بالأستاذ الجمعوي الذي ينخرط في الجمعيات التي تعمل من أجل تحسين مستوى المدرسة العمومية . - بالأستاذ الباحث الذي يتطلع إلى كل ما يساعده على الرفع من مردود يته. - إلى الأستاذ(ة) وإلى الأستاذ(ة) وإلى كل أستاذ(ة) . وفي الختام، أتمنى أن نعمل جميعا على تضافر الجهود أساتذة وإداريين وآباء وأولياء وشركاء اجتماعيين لتحقيق ما يصبو إليه بلدنا من أهداف تربوية، وان تكون الغاية التي نتوخاها جميعا هي مصلحة هذا الوطن والسعي إلى نهضته وازدهاره وتقدمه. بارك الله في جهودكم وسدد خطاكم وأعانكم على أداء رسالتكم وكل عام وانتم بخير. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.