في إطار الشراكة والتعاون التي تربط بلدية سمرفيل الأمريكية وبلدية تيزنيت بالمملكة المغربية تنفيذا لاتفاقية التوأمة المبرمة بين المدينتين على هامش انعقاد الدورة الثالثة لمنتدى المدن العربية الأمريكية بمدينة الدارالبيضاء يومي 13 و 14 دجنبر 2010 ، حلت بعثة أمريكية من مدينة سمرفيل Somerville بمدينة تيزنيت خلال الفترة الممتدة من 16 الى 21 ابريل الجاري،مكونة من مدرّسين في مختلف مستويات التعليم الأولي والابتدائي والثانوي وخبراء وأكاديميين وأخصائيين نفسيين واجتماعيين بالقطاعين... العام والخاص وفنانين بالإضافة إلى أساتذة اللغة الانجليزية من مختلف المدن المغربية الأعضاء في جمعية الأساتذة المغاربة خريجي المعهد التربوي ببوسطن AMA لعقد لقاءات تواصلية مع الفاعلين المحليين وجمعيات المجتمع المدني وتأطير ورشات تكوينية لفائدة الشباب والطلبة في موضوع : "الشراكة المجتمعية في خدمة التشغيل"، بتعاون مع مكتب الشؤون التعليمية والثقافية التابع لوزارة الخارجية الأمريكية الراعي لهذه المبادرة. تم الافتتاح الرسمي لهذه الأيام التكوينية يوم 17/04/2011 بفضاء دار الثقافة بتيزنيت بكلمات بالمناسبة ألقاها كل من السيد رئيس المجلس البلدي لمدينة تيزنيت والسيد رئيس جمعية الأساتذة المغاربة خريجي المعهد التربوي ببوسطن والرئيس التنفيذي لجامعة الشرق الأوسط ببوسطن وممثل عن سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية ، تناولوا فيها الإطار المرجعي الذي جاءت فيه هذه الزيارة والأهداف المتوخاة من تنظيم الأيام التكوينية حول الشراكة المجتمعية في خدمة التشغيل ، ليختتم اليوم الأول بعرض البرنامج العام للورشات. وكانت منطقة أكلو أول فضاء تمت فيه أولى الورشات والتي تحدّث خلالها كل مشارك عن إسهامه وانتظاراته من هذه الورشات التكوينية المتمحورة حول علاقة الشراكة بالتشغيل وملاءمة مناهج التعليم لمتطلبات سوق الشغل، معتبرين أن أهمية الموضوع في الظرفية الحالية يأتي باعتباره أحد أهم الإكراهات الكبرى التي تواجهها المجتمعات الإنسانية . وفي محور الورشات المهنية بشراكة مع قطاع التعليم المدرسي،انعقدت بالمركز الإقليمي للملتقيات والتكوينات (المركب التربوي مولاي رشيد سابقا) يوم 18/04/2011 ندوة حضرها السيد النائب الإقليمي للوزارة الأستاذ عبد الله بوعرفه مرفوقا بالسادة رؤساء المصالح النيابية وممثلين عن المجلس البلدي للمدينة بالإضافة إلى أعضاء البعثة الأمريكية لسمرفيل، وأطّرها ممثلو جامعة الشرق الأوسط وجمعية الأساتذة المغاربة خريجو المعهد التربوي ببوسطن. تضمنت الندوة عدة مواضيع ذات علاقة بقطاع التربية والتكوين في كلتا المدينتين، عبارة عن عروض تقدم بها الفاعلون التربويون والاجتماعيون المشاركون لتسليط الضوء على تجاربهم الميدانية ومبادراتهم الشخصية في تحسين مردودية العملية التربوية بمؤسساتهم في اتجاه إعداد المتعلمين وتوجيههم إلى مجالات التعلم المهني والتقني والفني وفق مهاراتهم وقدراتهم ومصاحبتهم منذ بداية مسارهم الدراسي إلى نهايته وحتى ولوج الحياة المهنية والاندماج داخل المجتمع، كما حظي موضوع تشغيل الشباب حيزا هاما من المداخلات والمناقشة باعتباره الموضوع الرئيسي للندوة وللورشات التواصلية والتكوينية. وتمحورت مداخلة السيد النائب الإقليمي حول النظام التربوي المغربي وعلاقته بالتشغيل ونظام التوجيه المدرسي والمهني والإصلاحات البيداغوجية التي أصبح يعرفها نظامنا التعليمي وخاصة ما يتعلق بتطبيق بيداغوجيا الإدماج وجيل مدرسة النجاح ونظام الدراسة بمراكز التكوين...، فيما تضمن عرض السيد مفتش مادة اللغة الانجليزية ومستشار جماعي موضوع التخطيط في المدينة والشراكات التي تمت في مجال تنمية التشغيل والكفاءات ومبادرات الأحياء والمراكز السوسيوثقافية ومشاريع التشغيل الذاتي كبرنامج "مقاولتي" وبرنامج "تشاور المغربي" وتنظيم ورشات لتدبير المشاريع الاجتماعية والتخطيط الاستراتيجي والمشاركة في ملتقيات التوجيه المدرسي والجامعي التي تنظمها النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية. واختتمت العروض والمناقشات بورشة تفاعلية جماعية شارك فيها جميع الحاضرين، أساسها التواصل مع الغير عبر عدة وسائل وخاصة اللغة والحركة لإيصال المواقف، وهي تقنية تتم بهدف قيادة الجماعة أخذا بعين الاعتبار حركات الآخرين، ومبدؤها أن كل عمل نقوم به له تاثير على الآخرين. أما بالنسبة لليوم الثالث من الأيام التكوينية المخصص للقطاعات، فقد تم عقد لقاء أكاديمي بالثانوية التاهيلية الوحدة لفائدة الأساتذة المشاركين من البعثة الأمريكية وجمعية الأساتذة المغاربة خريجي المعهد التربوي ببوسطن ، كما تمت زيارة عدد من المؤسسات التعليمية العمومية والخاصة ومركز تعليم اللغات الحية بالمدينة من طرف نساء ورجال التعليم، أما بالنسبة لممثلي النسيج الجمعوي والمنتخبين والفنانين، فقد قاموا بجولات ميدانية لمقرات بعض القطاعات العمومية وخاصة بلدية المدينة وإدارة مستشفى الحسن الأول ومعهد التكوين المهني وجمعيات المجتمع المدني كتحدي الإعاقة وجمعية باني لمساندة المؤسسات الصحية ومساعدة المرضى بإقليمتيزنيت . خصّص اليوم الرابع (20/4/2011) لفائدة شباب المدينة،حيث احتضنت الخزانة الوسائطية ورشات وأنشطة شارك فيها طلبة برنامج "أكسيس لتعليم اللغة الانجليزية "Access program" وطلبة برنامج"الريادة" "leadership" والأعضاء المشاركون من بعثة سمرفيل وجمعية الأساتذة ومنتخبو المجلس البلدي لمناقشة مشاريع التشغيل والتنمية المستدامة وتفعيل الشراكات لتحقيق التقدم المنشود. يشار إلى أن اتفاقية التوأمة بين بلديتي تيزنيت وسمرفيل عرفت مراحل متعددة ،بدءا بزيارة وفد عن بلدية سمرفيل للمدينة خلال الفترة الممتدة من 18 الى 20 دجنبر 2009 ، حيث تم توقيع بروتوكول إعلان نوايا التعاون من طرف رئيسي البلديتين يوم 20 دجنبر 2009 تحت إشراف السيد عامل إقليمتيزنيت،توجت بتوقيع مذكرة التفاهم والنوايا من أجل التوأمة بين نيابة وزارة التربية الوطنية بتيزنيت ومدارس سمرفيل العمومية مساتشوستس بالولاياتالمتحدةالأمريكية من جهة، وثلاث مؤسسات تعليمية بالمدينة (مدرسة 18 نونبر، الثانوية التأهيلية الوحدة، الثانوية التأهيلية المسيرة الخضراء) مع نظيرتها الأمريكية (مدرسة هيلي سمرفيل، ثانوية سمرفيل) من جهة أخرى، ثم زيارة السيد سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية للمدينة يوم 9 فبرإير 2011 حيث كانت بعض المؤسسات التعليمية المحتضنة لمشروع أكسيس إحدى محطاتها، كما التقى بالفاعلين المحليين والجمعيات التنموية بالمدينة، المشتغلين في مجالات التربية والثقافة والتنمية المحلية، لتأتي مبادرة الورشات التكوينية حول الشراكة المجتمعية من أجل التشغيل ، في انتظار التوقيع النهائي على الاتفاقية قريبا.