يحكي محمد أنقار في روايته " باريو مالقا " على لسان الفقيه الصنهاجي " المشبع بالوطنية والثقافة والقاطن بنفس الحي " : " و في بداية الخمسينات ازدهرت الحارة ، ورأى فيها الإسبان جنة العاصمة تطوان ، وشرفة تطل على الغوطة ، وفضاء مفتوحا للشمس و الريح، فضاء مشبعا بالسمات المتوسطية. بل رأوا كذلك أن لا شيء ينقصها مقارنة بالأشياء التي تفخر بها العاصمة تطوان ، التي تعتبر بمنزلة الأم بالنسبة للباريو ، ففي الحارة مدارس ، و مسارح مدرسية ، و متاجر ، و مقاه و أسواق ، ونادٍ للتزحلق و الملاكمة ، و صيدلية و مطبعة " كريماديس"، و مستوصفان ، و سينما و مخابز عصرية .. " ، ثم يسترسل في الوصف إلى أن يقول " و توجد كنيسة واسعة حملت اسم القديس " سان أنطونيو " .. أردت استهلال هذا الخبر بهذه الحقيقة التاريخية حتى نكون أقرب للإنصاف وأبعد من الكذب والاحتيال ، والحقيقة أن الكنيسة كانت تعاني في الستينات إلى أن توقفت مهمتها ، وأغلق بابها ، فأضحت كما وصفها أحدهم " خربة لا يقربها نصراني ولا مسلم " حتى تم تحويلها لمسجد " واسم الكنيسة مازال منقوش على يمين الباب ! " ، و العجيب أن الهندسة البنائية لم تتجدد ولم تتعرض لأي ترميم منذ بناء الكنيسة مرورا بتحويلها إلى مسجد حتى سقط جدار في وسطها منذ أربع سنوات ونيّف ، وذلك قبل صلاة الفجر بساعات ، مما أدى بأهل الحي إلى أن يتفرقوا في مساجد صغيرة تحيط بالحي الكبير " باريو ، سيدي طالحة ، دور المخزن .. " ثم عاد الأمل مرة أخرى حين رأينا " العمَّال يبدؤون الهدم من رأس المِئذنة إشارة لإعادة البناء في مستقبل الأيام ، ولعل ذلك يطول .. للإشارة فإن الشيخ محمد بن الأمين بوخبزة الحسني قبل إغلاق المسجد كان يتوافد عليه مرتين كل أسبوع ليلقي دروسا بعد صلاة المغرب.