آل ابن عبد الواحد (أولاد تموا) أسرة علمية شريفة حسنية، استوطنت قديما مدينة فاس. يتصل نسبهم إلى مولاي عبد السلام بن مشيش دفين جبل العلم وبيدهم ظهائر إسماعيلية وسليمانية إلى الظهير اليوسفي، توقرهم وتحترمهم وتسقط عنهما التكاليف المخزنية والوظائف السلطانية، وترفع نسبهم إلى الشرف النبوي. ويعود موطنهم الأصلي إلى قبيلة بني زجل، ولهذا لقبوا بآل ابن عبد الواحد الزجلي، ولازالت بقايا هذا البيت بالقبيلة المذكورة يعرفون ب أولاد تموا. والجد الذي حل بمدينة فاس قادما إليها من قبيلة بني زجل، هو الفقيه القاضي صاحب المصنفات العديدة الحاج عبد الواحد الزجلي، وكان حلوله فاس عام 1190/ 1776. استمدت هذه الأسرة مجدها وفخرها خصوصا على عهد السلطان المولى سليمان الذي بايعه بفاس جيش العبيد والأوداية في بداية الأمر عام 1206/ 1792، وكانت قبائل الهبيط وجبل العلم، قد أعلنت بيعة المولى مسلمة (سلامة) بن محمد بن عبد الله. وكان أتباع هذا الأخير بفاس من العلميين، وألزموا إمام المسجد الكبير بفاس سيدي محمد بن عبد الواحد الزجلي أن يخطب الصالح المولى مسلمة، لكنه رفض، فألقي عليه القبض وعذب وسجن من طرف أتباع المولى مسلمة. وبعد مدة، أطلق سراحه على يد المولى الطيب خليفة وشقيق السلطان المولى سليمان، فأغدق السلطان على الإمام الزجلي الكثير من الهدايا وظهائر التوقير والاحترام، وكلفه بإمامة جامع القرويين. برز أفراد هذا البيت الزجلي في مجال العلم وسلك الوظيف المخزني وغيره. منهم الفقيه علي (أو علال بن محمد بن عبد الواحد الرجلي الذي برع في فن الموسيقى، والمتوفى عام 1265/ 1849. والأستاذ المقرئ محمد بن عبد الواحد مؤدب السلطان المولى محمد بن عبد الرحمان والمتوفى عام 1316/ 1898 والفقيه محمد بن محمد بن عبد الواحد الزجلي الذي تقلد العديد من الوظائف المخزنية السامية، والمتوفى عام 1356/ 1938 والفقيه العلامة الحيوبي جعفر بن عبد الواحد الرجلي، المتوفى عام 1360/1941… آل ابن عرضون أسرة عربية قرشية قدمت من الشرق العربي إبان الفتح الإسلامي للمغرب، واستقرت بجبال قبيلة بني زجل واتخذتها موطنا لها. والجد المعروف لهذه الأسرة هو أبو الحجاج يوسف بن عمر بن يحيى بن عمر بن عرضون الرجلي، ويرفع نسبه إلى محمد زجل القرشي القادم من المشرق مع موسى بن نصير في حدود عام 90 ه، والذي نزل بالقبيلة الزجلية التي تنسب إليه، ومحمد "اسمه" وزجل "لقبه". كان عالما فاضلا وأديبا شاعرا، نزل أولا بفحص طنجة ، ولما ارتد كثير من البربر ، فر بدينه حتى نزل بوادي الأمان بقبيلة بني زجل، ثم صعد بعد ذلك إلى منزل بومنار حيث استقر هناك، وتزوج امرأة من ذرية الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وبنى مسجدا لا تزال آثاره قائمة إلى يومنا هذا وقبره بالقبيلة الزجلية، مزارة مشهورة هناك يتبرك بها، وتقام له الذكرى كل سنة. وقد تسلسل في آل بن عرضون العلم كابرا عن كابر ، وعلى حد تعبير سليمان الحوات "هم بيت علم ودين منذ أزمان ظهر نبوغهم في عهد الوطاسيين، وأدركوا غاية المجد والشهرة على عهد السعديين، إذ طار صيتهم وغدوا مشهورين يتصدرون أعلى المناصب وأشرف الوظائف، وأصبحت دارهم قبلة يؤمها طلاب العلم، وكعبة يحج إليها أهل الفضل والصلاح ونذكر منهم العالم الكبير والمفتي الشهير الحسن بن عرضون المتوفى بعد عام 1543950 وأبو حفص عمر بن عرضون من خيرة فقهاء عصره، وأبو العباس أحمد بن عرضون العالم الكبير ، القاضي صاحب الباع الطويل في الفرائض والحساب والتوثيق المتوفى عام 1584/992 والعلامة القاضي أبو عبد الله محمد بن عرضون المتوفى عام 1603/1012 والفقيه العدل عبد السلام اليزيد بن عرضون الزجلي المتوفى سنة 1886. ويذكر الشيخ الشهير عبد الله الهبطي، أنه توفي لأبي العباس أحمد بن عرضون في سنة واحدة ثلاثة أولاد علماء لا يأتي الزمن بمثلهم. ومن آل بن عرضون في زمننا هذا الفقيه النسيب عبد السلام بن عرضون الغرماني، الإمام الراتب المعروف بمدينة مليلية، والفقيه الفاضل عبد السلام بن عرضون التلمبوطي الإمام الراتب بأحواز تطوان…). آل ابن عزوز أسرة غمارية تنسب إلى قبيلة بني ،زيات، استوطن بعض أفرادها مدينة تطوان، ولا زالوا بها إلى يومنا هذا. أجل من عرف من هذه العائلة الطالب محمد عزوز، كان عام 1362/ 1943 من موظفي إدارة المعارف ثم تولى خطة القضاء بغمارة وتوفي قاضيا بها. والفقيه المذرر الصالح الحاج محمد عزوز مقدم الطريقة التجانية وإمام زاويتها، كان يعلم القرآن الكريم بالمدرسة الخيرية بتطوان عقودا من السنين وبها توفي. والطالب عبد الله المأمور بالمكتبة العامة بتطوان أيام الحماية الإسبانية، وكان قد تزوج بنت حكام الغماري وأنجب منها أولادا على رأسهم المؤرخ البحاثة الراحل محمد بن عبد الله عزوز الشهير ب محمد ابن عزوز حكيم… العنوان: قبائل غمارة تاريخ وأعلام المؤلف: بوعبيد التركي منشورات باب الحكمة تطوان بريس تطوان يتبع...