على غرار جميع المواطنين المغاربة انقسم نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بكل من تطوان والمضيق الفنيدق بين مؤيد ومعارض بخصوص استمرارية "طبال السحور" في القيام بمهامه خلال شهر رمضان الكريم. وعجت مواقع التواصل الاجتماعي بألاف التدوينات والتغريدات بخصوص "الجدوى" من وجود طبال السحور باعتباره واحدا من أهم الطقوس والعادات الرمضانية التي ميزت حياة ساكنة المنطقة منذ عشرات العقود. ودعت مجموعة من المواقف إلى منع استمرار طبال السحور في تأدية مهمته التي يسعى من خلالها إلى إيقاظ الصائمين ليلا لتناول وجبة السحور كما هي العادة التي طبعت مسار المغاربة منذ عقود، خصوصا وأن الطبال كان يلعب دورا أساسيا في إيقاظ الناس من النوم في غياب الوسائل التي تساعد الناس على القيام ليلا. وقال نشطاء أنه أمام الثورة التكنولوجية وتعدد الأدوات التي تساعد الناس على الاستيقاظ من النوم لم يعد من الجدوى وجود طبال السحور في حياة الناس، مؤكدين أنه يسبب حالة من الهلع والخوف للنائمين وخاصة الأطفال والمرضى وكبار السن مع تصاعد دقات الطبول، داعين السلطات الأمنية إلى منع استمرار هذه "المظاهر المزعجة". بالمقابل، استنكرت أصوات أخرى الدعوات المطالبة بمنع طبال السحور ووقف نشاطه، مؤكدين أن "الطبال" يجسد مظهرا تراثيا لاماديا للمغاربة وجب تثمينه والمحافظة عليه رغم عدم الحاجة إلى خدماته كما يدعي الرافضون. وقال النشطاء إن شهر رمضان في حياة المغاربة يشكل مظهرا دينيا سمحا يتيح التعبد والتقرب إلى الله بالصلاة والصوم والصدقات، إلا أنه أيضا يجسد قيم التسامح والنبل في حياة المغاربة ويشكل تمظهرا للعديد من الطقوس والعادات التراثية التي يجب المحافظة عليها وتشجيع الناشئة على الاهتمام بها. وقال المؤيدون لطبال السحور إن التراث اللامادي المرتبط بالشهر الفضيل جزء لا يتجزأ من حياة الصائمين وأن الدعوات المطالبة بتوقيفه تعتبر نشازا.