لقد كان الشيخ مثالا يحتذى به في الحلم، لا يقابل الإساءة بمثلها، وسرعان ما ينسى هذا الخلق السيء ويجنح إلى السلم، وكأن رسالته دائما وأبدا الصلح، وهذا خير كبير ينتج عنه مصلحة عظيمة، كما قال الله تعالى: ﴿وَالصُّلْحُ خَيْرٌ﴾ (النساء: 127)، هذا وإن تطبيق هذه الرسالة على أرض الواقع وتنزيل هذا التوجيه السديد الذي وجهنا إليه سيد الحلماء والعارفين؛ يدل على أن الذي يتصف بهذا يتمتع بالحلم والإحسان، وهو خلق كريم يحتاج من صاحبه كظم الغيظ، وملك نفسه عند الغضب، وهو أمر صعب على النفس، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم للرجل حينما جاءه يقول له: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال له: «لئن كنت كما قلت، فكأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك»[1] هذا باختصار عن حلمه. [1] صحيح مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها، حديث 2558. نقلا عن كتاب: "وارفات الظلال فيما فاضت به القرائح من محاسن الشيخ العياشي أفيلال" سيرة ومسيرة حياة رجل بأمة للمؤلف الدكتور عبد الكريم القلالي