تحولت المدينة العتيقة في الأشهر الأخيرة، إلى أوكار لترويج المخدرات الصلبة خاصة مخدر الهروين، و قد أصبحت من أشهر المناطق التي تباع بها هذه المادة نظرا لتواجدها بوسط المدينة، و ارتفاع عدد المدمنين اللذين يقطنون بهذه الأحياء، و من تم فقد تحولت هذه الأخيرة و خاصة حي السويقة و أزقة المجاورة له إلى مناطق تثير شكوك المارة بصفة خاصة و سكان الأحياء المعنية بصفة عامة، نظرا للحركة الغير العادية التي تعرفها، و توافد عدد كبير من الشباب المدمن الذي يبحث عن جرعات الهروين -الكحلة حسب تعبير المدمنين- لإطفاء لهيب الإدماء و إخماد آلام الجسد الذي يعاني منه جراء الادمان، حيث يقدم أحد مروجي هذه المادة السامة و القاتلة، بتزويد مجموعة من شباب الحي بكمية من اللفافات لتوزيعها على طالبيها بثمن عشرون درهم للفافة، و يستفيد الموزع من لفافة واحدة بمجرد بيعه لعشر لفافات، فكثرة المدمنين التي تعرفها مدينة تطوان الذي يصل إلى حوالي 12 ألف مدمن، يجعله يراكم أموال طئيلة من تجارة الهروين، التي أصبحت مغربية الصنع في الوقت السابق التي كانت تهرب من سبتةالمحتلة، و هذا ما جعل ثمن اللفافة في انخفاض، مما يسجع الشباب خاصة اليافعين على التعاطي لهذه الآفة الخطيرة. و استهلاك كمية كبيرة، مما يتسبب في أمراض خطيرة تؤدي في أغلب الحالات إلى الوفاة. و نظرا لتواجد عدد كبير من مروجي مادة الهروين أصبحت الأحياء المذكورة أعلاه، تنفلت امنيا، نتيجة لتحولها إلى مسرح يستقطب عدد كبير من المدمنين مما ينتج عنه شجار دائم باستعمال السلاح الأبيض، بين المروجين من جهة، و من جهة أخرى بين المدمنين أنفسهم، بالإضافة إلى تنامي ظاهرة سرقة المنازل و تزايد سرقة المواطنين و اعتراض سبيل المارة. مما يهدد سلامة هؤلاء و يعرضهم إلى الاعتداءات، فقد سبق للسكان أن وجهوا شكاية في الموضوع، لكن تدخلات رجال الأمن تبقى موسمية و عند وقوع حالات خطيرة، و في انتظار تدخل ولاية الأمن يبقى سكان المدينة العتيقة في فزع يومي و دائم، فمتى تتدخل الأجهزة الأمنية لوقف الانفلات الأمني و وضع حد للنزيف التي تعرفه المدينة العتيقة.