إفتتحت أمس، الجمعة فاتح مارس الجاري، بالمدينة العتيقة لمدينة تطوان مدرسة التهامي الحراق للموسيقى الروحية، التي تُعد أول مدرسة متخصصة في الموسيقى الروحية على الصعيد الوطني. وجاء إخراج هذا المولود الثقافي إلى حيز الوجود بفضل الشراكة بين جمعية الإمام الحراق للثقافة والموسيقى الروحية والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي دعمتها هذه الأخيرة بقيمة مالية بلغت 200 ألف درهم، برسم السنة المالية 2018. وتشتمل المدرسة على ثلاثة تخصصات موسيقية؛ المديح والسماع، والصولفيج، والآلات الموسيقة منها على الخصوص العود والكمان والقانون والرباب والبيانو والبيانو الإلكتروني، حيث يشرف على تأطيرهم ثلاثة أساتذة أكفاء. وعلى هامش حفل الإفتتاح الذي حضرته عدة فعاليات جمعوية وثقافية وفنية ومنتخبة يتقدمهم المستشاريم محمد سعيد مسلم ومصطفى بناجي، أكد رئيس جمعية الإمام الحراق للثقافة والموسيقى الروحية الفنان التهامي الحراق الذي تحمل المدرسة إسمه، في كلمته لوسائل الإعلام الوطنية والمحلية، أن حلم إنشاء مدرسة متخصصة في السماع والموسيقى الروحية بمدينة تطوان حلم راوده منذ بداياته الأولى في المجال الفني، بعدما وجد في دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية السند في تجسيده وتنزيله بمسط رأسه، مشددا على أن أهداف المدرسة الأساسية الحفاظ ونقل الموروث الموسيقي والتراثي المغربي إلى الأجيال الصاعدة والمساهمة في إنتشاره، مبرزا أن المدرسة ستبقى مفتوحة في وجهة جميع الفئات العمرية والمجتمعية. أما فيما يتعلق بمدة التكوين أشار التهامي الحراق أنها محددة في ثلاث سنوات تتوج بحصول المتخرج على شهادة التكوين في الموسيقى الروحية، الذي ستفتح له آفاقا نحو شق الطريق لمستقبل واعد وإستكمال المسيرة الفنية. يشار إلى أن التهامي الحراق الذي تحمل المدرسة إسمه يعد أحد أعلام الإنشاد الصوفي بالمغرب عامة وتطوان خاصة، وهو أحد أبناء الطريقة الحراقية التي تأسست قبل ازيد من قرنين على يد سيدي محمد الحراق، إذ نشأ في هذا الوسط الروحي وصقل موهبته الموسيقية والانشادية بالزاوية الحراقية. وللتهامي الحراق اعمال واسهامات متميزة منها البوم (ريح وريحان) الذي صدر 2013 والذي يضم مجموعة من الاذكار والتسبيحات وازجال جده محمد الحراق الى جانب شيوخ اخرين.
كما أصدر سنة 2015 أول فيديو كليب في مسيرته الفنية لأغنيته "خاتم الأنبياء"، هذا إلى انه صاحب الانشودة " انا مالي فياش" التي يرددها اللسان المغربي في جميع جلسات الأدكار والأفراح، والتي لاقت صدى طيبا عند صدورها ولا زالت تحظى بالاعجاب الى الآن.