نظم مريدو الزاوية الحراقية بالرباط، نهاية الأسبوع الماضي، بمقر الزاوية، أمسية صوفية روحية في إطار الاحتفال بالموسم السنوي للزاوية وإحياء للذكرى الأربعينية لوفاة شيخ المادحين والمسمعين المغاربة عبد اللطيف بنمنصور. وتميزت هذه التظاهرة الروحية، التي ترأسها شيخ الزاوية الحراقية بالمغرب الشيخ الغالي الحراق، بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، و(حزب الفتح) وإقامة الدعاء الناصري والصلاة المشيشية. كما تم بالمناسبة، إنشاد حصص سماعية في موضوع "الغوثيات" وهي عبارة عن توسلات وأدعية ترحما على روح شيخ المسمعين المغاربة الراحل عبد اللطيف بنمنصور أدتها النخبة الوطنية بإشراف الفنان عبد المجيد الصويري صحبة (جوق أصدقاء الآلة) برآسة الأستاذ عبد الكريم المنصوري. وعرفت هذه الأمسية الصوفية تقديم فقرات موسيقية من فن السماع بعنوان "تنزيه الحذاق في باقة من أشعار محمد الحراق" كان الراحل عبد اللطيف بنمنصور قد أعدها في حفل تكريمه بتطوان في بحر السنة الجارية، فضلا عن تقديم وصلات صوفية إشراقية بإشراف شيخ الطريقة الحراقية بالمغرب الغالي الحراق. وقدمت بالمناسبة شهادات في حق عبد اللطيف بنمنصور، أبرزت أن الفقيد يعد واحدا من أبرز أعلام فني المديح والسماع في المغرب، ومن رواد الموسيقى الأندلسية، ومن المجددين في هذه الفنون التراثية المغربية. وأكد المتدخلون, أن الراحل كان من "أعمدة الذاكرين في الزاوية الحراقية وركنا من أركان المديح والسماع بالمغرب ومبدعا ومحققا لامعا"، مشيرين إلى أنه "امتداد للمدرسة الحراقية التي نهل من ينابيعها العطرة". وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد السيد محمد الحراق نجل الشيخ الغالي الحراق، أن هذا اللقاء مناسبة لصلة الرحم بين الشيخ ومريديه، مشيرا إلى أن الزاوية الحراقية بالرباط دأبت على إحياء مثل هذا الموسم من أجل ترسيخ أسس التربية الروحية القويمة والذوقية للمريدين والقائمة على كتاب الله وسنة رسوله. وكان عبد اللطيف بنمنصور، الذي توفي يوم سادس أبريل الماضي بالرباط عن سن 84 عاما ودفن بالزاوية الحراقية، قد أسهم طيلة مساره في تجديد عدد من الميازين الأندلسية وإثرائها، وتشذيب عدد من القصائد وتصحيحها، وأبرز للوجود مجموعة من (ميازين الأدراج) التي لم تكن موجودة في النوبات الإحدى عشرة للموسيقى الأندلسية، كما أخرج عددا من الإنشادات التي كانت مفقودة.