نادراً ما يمرض افرادها. شعب يعمر لغاية 145 عام.. اما نساء هذه القبائل فإنهن يحبلن حتى سن السبعين، حيث تسمح لهن صحتهن الجيدة بهذه الصفات.والغريب أن مرض السرطان المستشري في كل دول العالم تقريباً وأحد اكثر الامراض فتكاً بالبشرية لم يصب أي فرد من أفراد هذه القبائل. يبلغ عدد افراد قبائل الهونزا زهاء تسعون ألف نسمة، ويتبعون الديانة الإسلامية. تعتبر طريقة حياة قبائل الهونزا بدائية في قضاء شؤون حياتهم اليومية، وهذه البدائية ساعدتهم في المحافظة على قواهم البدنية وعلى الصحية الجيدة. أما أمراض العصر المنتشرة هذه الأيام مثل قرحة المعدة والزائدة الدودية والتهابات القولون التقرحي وامراض السكري والسرطان والبدانة لم تصل الى افراد هذه القبائل. قبائل الهونزا لا تعرف الشكولاتة وتعشق المشمش المجفف. اكتشف الطبيب الذي درس حالتهم ان قبائل الهونزا تعتمد في نظامها الغذائي على المشمش المجفف، كما وجد أن المكسرات صنف أساسي على موائدهم، فهم يكثرون من تناول البندق واللوز. كما يقوم افراد هذه القبائل باستخلاص زيوت المكسرات واستخدامها في حياتهم اليومية، أما الاجبان والالبان فيعتمدون عليهم كمصدر غذائي للبروتينات. يتجنب أفراد قبائل الهونزا استعمال الملح والسكر والخبز في طعامهم ولا يتناولون اللحوم، كما لا يوجد لدى هذه القبائل أي أغذية على شكل معلبات ولا يتناولون الحلويات ولا يعرفون ما هي الشكولاته، كما وجد ماكريسون ان موائد هذه القبائل عامرة بالفواكه والخضار.تمتاز قبائل الهونزا بتناول وجبتين فقط من الطعام وعادة لا يميلون الى تناول كميات كبيرة من الغذاء. ومن عادات هذه القبائل صوم 7 أيام في فصل الربيع بشكل متواصل في كل سنة، ويقتصر طعامهم في تلك الفترة على تناول المياه والعصائر الطبيعية فقط. وفي وصف الطبيب مكاريسون لرجال قبائل الهونزا قال ” يمتاز رجال الهونزا بقدرات خارقة في التحمل وهذه القدرات منحصرة فيهم، حيث ان رجالهم يستطيعون السير عراة على سطح الجليد بالشتاء دون أن يصابوا بأي امراض ودون أي ضعف، كما وصفهم بامتلاك لياقة بدنية هائلة لم يشهد مثلها في حياته. ولا يوجد لدى هذه القبائل أي نوع من أنواع الكسل، كما أن شعوب قبائل الهونزا تمارس رياضة اليوجا بشكل بارع، كما يبرعون في ممارسة التأمل ويدركون فوائده على الروح والجسد والعقل. تعتبر شعوب الهونزا أكثر حضارة من الشعوب المجاورة لها بالرغم من عدم تواصلهم مع الآخرين وبالرغم من تواجدهم في وديان بعيدة وهذا حسب وجهة نظر المراقبين لحياة هؤلاء القبائل، وتمتاز مناطق الاودية التي يسكنها افراد قبائل الهونزا بانخفاض معدل الجريمة كما يتصفون بالتراضي والتسامح بينهم. كتب عنهم الطبيب روبرت مكاريسون في جريدة الجمعية الفلكية للفنون: «شعوب الهونزا لديهم قدرة على التحمل غير عادية أو معتادة لدى البشر، فالرجل لديهم يمكنه السير في نهر جليدي عاريًا بفصل الشتاء دون أن يتضرر جسده أو يشعر بالضعف»، مؤكدًا وصولهم إلى أقصى درجة من اللياقة البدنية الكاملة التي شهدها في حياته المهنية. وغياب التكنولوجيا الحديثة لدى تلك القبيلة؛ تجعل من المجهود البدني الشاق أمرًا ضروريًا لاستمرارية الحياة، ولذلك ليس هناك مجالًا للكسل؛ الذي يعتبر من أكثر المخاطر التي تهدد صحة القلب، وبجانب العمل اليومي الشاق لتوفير احتياجات المعيشة؛ فالكثير من شعب الهونزا من ممارسي رياضة اليوجا البارعين، بجانب إدراكهم لأهمية ممارسة التأمل وفوائده على العقل والجسد والروح. أما السبب في حالة السلام التي يعيشها افراد قبائل الهونزا حسب رئيس مؤسسة أغا خان فيعود الى أن هذا المجتمع تتحسن ظروف معيشته باستمرار ويتلقى افراده التعليم المستمر وهذا يشكل حصانة لعقول افراد قبائل الهونزا؛ فمن الصعب جدا التلاعب بعقول سكان هذه الوديان لما لديهم من وعي كبير يحميهم من ألاعيب الحياة الحديثة.