تعزّز جانب البحث التاريخي والتوثيقي بفتح فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بشفشاون منذ شهر يناير 2018. ويحتوي الفضاء المكون من طابقين على قاعة لعرض بعض الصور التاريخية وكذا بعض الوثائق المتعلقة بالمدينة والإقليم، ومكتبة، وقاعة للإعلاميات والعروض، فضلا عن احتضان الفضاء للذاكرة الوطنية للمقاومة وجيش التحرير والحركة الوطنية وأدوات تقليدية واثنوجرافية. وفي تصريح للجريدة، قال مدير الفضاء، الأستاذ الباحث عبد العزيز المروني، إن "الفضاء يعد ذاكرة مفتوحة على جميع الأجيال من طلبة وباحثين، من أجل الاطلاع على مواقف رجالات المقاومة والتعريف بالذاكرة الوطنية وبرموزها وأبطالها". كما يوفر الفضاء خدمات تربوية وتثقيفية ومتحفية، في سياق احتضان وتأهيل الأجيال الشابة والناشئة وحثها على الانخراط في النسيج الثقافي والتربوي والتعرف على الذاكرة الوطنية. بالموازاة مع ذلك، فالفضاء يتوفر أيضا على الذاكرة المحلية لشفشاون من خلال صور تاريخية تعود إلى الفترة الاستعمارية الإسبانية وبعض المعالم الأثرية والعادات والتقاليد. وأضاف المتحدث نفسه أن "إدارة الفضاء انخرطت في مجموعة من الشراكات مع مؤسسات تعليمية ومنتخبة، وكذا مع فعاليات المجتمع المدني، تروم الحث على قيم الوطنية والوفاء واستجلاء تاريخ المغرب واستحضار أهم رموزه ورجالاته والمصادر التي توثق للأحداث والمجريات". وزاد المروني قائلا: "المندوبية السامية خصصت 85 فضاءً لصون الذاكرة بكل ربوع المغرب، فضلا عن اهتمامها بحقول البحث التاريخي والفكري والتدوين والتوثيق للوقائع والأحداث التاريخية، ومساعدة الباحثين على نشر أبحاثهم". واستطرد مدير فضاء الذاكرة التاريخية بأن المندوبية السامية فتحت ورش جلب الأرشيف من الخارج عبر مد جسور التعاون مع بعض الدول: فرنسا، إسبانيا، تركيا وروسيا، موردا أن عدد الوثائق المودعة بمركز الوثائق التاريخية للمقاومة والتحرير المركزي بلغ مليونين و614 ألفا و471 صورة ووثيقة، من بينها مليونان وثلاثة آلاف و471 محفوظة في 2860 ميكرو فيلم و130 أسطوانة، و611 ألف صورة ووثيقة بتقنية الرقمنة محفوظة في 8 أقراص صلبة. وتعالج هذه الوثائق عددا من الأحداث والمواضيع، في الفترة الممتدة بين 1880 و1956، تهم العديد من التقارير بخصوص الحركات والانتفاضات وملف حرب الريف ودوريات تحركات الجيش الفرنسي، وملفات ما اصطلح على تسميته بالتهدئة، وتقارير خاصة بالأحزاب والهيئات الوطنية والنقابات.