حضر حفل التدشين الوزير المنتدب المكلف بالوظيفة العمومية وتحديث الإدارة، محمد مبديع، ووالي جهة تادلة أزيلال وعامل إقليمبني ملال محمد فنيد، وعامل إقليم الفقيه بن صالح نور الدين أعبو، ووفد عن مؤسسة بيت الكويت للأعمال الوطنية يرأسه يوسف العميري. وحسب المنظمين، جاء التدشين في سياق الجهود الهادفة إلى صيانة الذاكرة التاريخية والتراث النضالي، وإشاعة الثقافة الوطنية والمواطنة الإيجابية بين صفوف الشباب والأجيال الصاعدة. ويدخل الفضاء المدشن ضمن برنامج وطني لإحداث فضاءات تربوية وثقافية ومتحفية عبر التراب الوطني، بتعاون وشراكة مع المجالس المنتخبة، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ووكالات تنمية الأقاليم الجنوبية والشمالية والشرقية، في سياق احتضان الأنشطة والأعمال المتصلة بصيانة الذاكرة الوطنية، ونشر رسالة وقيم الوطنية الحقة، والمواطنة الإيجابية والانفتاح على الناشئة والشباب، وتربية الأجيال الصاعدة على القيم الوطنية، وترسيخ التواصل معها. وعقب هذا التدشين المحتفي بالذاكرة الوطنية، قال الكثيري، في تصريح ل"المغربية"، إن هذا الفضاء يعد المؤسسة رقم 56 التي بنيت على الصعيد الوطني، وتضم مجموعة من المرافق الثقافية والتربوية والتواصلية مع الذاكرة التاريخية المحلية والجهوية والوطنية، ذات الحمولة الكبيرة المتضمنة للقيم والمعاني والمثل العليا. وأشار إلى أن هذا الفضاء سيعمل على ترسيخ "قيم الوطنية والمواطنة الإيجابية والاعتزاز بالانتماء لهذا الوطن"، مبرزا أن هذا الحفل يتزامن مع إحياء الشعب المغربي للذكرى 71 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، الذي يعتبر حدثا لاستحضار حقبة تاريخية مجيدة تزخر بعدد من المواقف البطولية لأبناء هذا الوطن، والواجب التعريف بها وإبرازها من خلال هذا الفضاء التربوي التثقيفي والمتحفي للمقاومة وجيش التحرير. ويتضمن الفضاء التربوي المدشن، الذي يشكل معلمة تاريخية وتربوية، قاعة للمعروضات المتحفية، تحتوي إرثا وتراثا غنيا ومتميزا، من صور ووثائق تاريخية مهمة وأدوات إثنوغرافية. كما يشتمل على ثلاثة أروقة لصور ملوك الدولة العلوية، وصور أحداث الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير، ورواق خاص بالأدوات والأسلحة القديمة، والمادة الإثنوغرافية، فضلا عن خزانة، وقاعة للمطالعة، وفضاء المقاوم، وقاعات للندوات والمحاضرات والإنترنيت والاجتماعات، بتكلفة إجمالية بلغت مليونين و415 ألفا و200 درهم. تجدر الإشارة إلى أن هذا الحفل التدشيني شهد تكريم عدد من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، ومنح مساعدات مالية لبعض المستفيدين، وجوائز مالية للطلبة الفائزة بحوثهم خلال مباراة أحسن البحوث الجامعية، التي نظمتها المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير برسم الموسم الجامعي الماضي.