"شي لا يصدق، فأنا شخصيا لم أشاهد في حياتي بحرا ساحرا بهذا الشكل، ولاجبالا بهذه الطلة البهية، لقد زرت "الكوط أزير" بجنوب فرنسا، لكن رغم ذلك لم أجدها تضاهي بهاء وصفاء، وسكينة خلجان مدينة الحسيمة ". كان هذا تصريح أحد الضيوف العرب الذي جاء إلى منارة المتوسط الزرقاء، ليشارك في أشغال أرباب مقاولات تأجير السيارات والعتاد بمدينة الحسيمة، بحر هذا الأسبوع.
وخلال رحلة بحرية على مركب تقليدي، عاينت جريدة "بريس تطوان" المؤهلات الطبيعية العظيمة لمدينة الحسيمة، والتي لا زالت محافظة على طابعها الجبلي الأصيل، فالمجال البحري والمسطحات المائية تبدو جد صحية، وغير ملوثة، ولاتنبعث منها روائح البنزين أو الواد الحار أوتشهد اختناقا بشريا شديدا كما هو الحال بالشريط الساحلي الممتد من الذراع الميت بحي الديزة العشوائي بمرتيل وصولا إلى الفنيدق .
وفي هذا الصدد خلفت الرحلة البحرية المذكورة، التي أبحرت في اتجاه شاطئ "قارا بونيطا" وهو تحوير للكلمة الإسبانية التي تعني الوجه الجميل، ومرت على شاطئ "كيمادو" وجزر بادس ووادي النكور، أثرا جد إيجابي في نفوس زوار مدينة الحسيمة، خاصة القادمين إليها لأول مرة.
"أنا قادم من مدينة بني ملال، لم أكن أعرف الحسيمة سوى على الخريطة، نحن لا نملك بحرا أو شاطئا، لذا عندما كنا نسافر إلى المحمدية أو الدارالبيضاء كنت انبهر بالبحر، رغم تلوثه الشديد وخطورة تياراته البحرية، الآن بعد أن شاهدت الحسيمة، يستحيل أن أقضي عطلتي الصيفية رفقة عائلتي الصغيرة في أي مكان آخر. بكل صدق وجدت شواطئ الحسيمة وخلجانها آية في الجمال والنقاء علاوة على الهدوء والسكينة، هذه زيارة عمل وتشرفت بمعرفة هذه المدينة الجميلة، وفور انتهاء فترة الإمتحانات سأعود لقضاء عطلة خاصة، رفقة زوجتي وأبنائي، هنا بهذه الجوهرة الزرقاء وتحديدا بشاطئ "قارا بونيطا" يقول المتحدث المذكور.
يذكر أن جميع زوار مدينة الحسيمة خلال هذه الرحلة البحرية، أبدوا أسفهم على عدم الترويج الأمثل لمدينة منارة المتوسط، والتعريف بموهلاتها السياحية والبيئية حتى تصبح وجهة جاذبة للاستثمار وتدفقات السياح سواء من داخل المغرب أو من مختلف بقاع العالم.