أول ما يلفت انتباه زوار مدينة الحسيمة، خاصة الذين يقصدون الوحدات الفندقية وبنيات الإيواء المصنفة والمطلة على الشاطئ النقي الجميل، هو وجود بون شاسع بينها، وبين نظيرتها من المدن الواقعة بالنفوذ الترابي لجهة طنجةتطوانالحسيمة. ورغم كون هذه المدينة المسماة بجوهرة البحر الزرقاء ومنارة الشمال، تتوفر على أروع شواطئ البحر الأبيض المتوسط المتميزة بسحرها الأخاذ وألوان مياهها اللازوردية، إلا أن بنيات الإستقبال والخدمات المقدمة للسياح لازالت تشكو من ضعف كبير. وفي هذا الصدد أفاد أحد أبناء مدينة الحسيمة القاطن حاليا بطنجة، لجريدة "بريس تطوان" أن ضعف الخدمات بالمدينة راجع إلى كون اليد العاملة المدربة والتي راكمت خبرة في قطاع الصناعة السياحية غادروا المدينة منذ أن تم إغلاق مركب "كلوب ميد" التابع للشركة الفرنسية العابرة للقارات.
من جهة أخرى أوضح المتحدث ذاته أن غياب المنافسة وموسمية النشاط السياحي الذي لا يتجاوز على أقصى تقدير شهرين في السنة كلها عوامل تجعل الخدمات السياحية بهذه المدينة الجميلة ضعيفة جدا ومتخلفة عن شقيقاتها بالجهة مثل مدينة الشاون وطنجة والمضيق وتطوان. (adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
يذكر أن الحكومة المغربية قامت باستثمارات ضخمة على مستوى المجال الترابي لمدينة الحسيمة ونواحيها لكنها استثمارات انصبت أساسا على العقار والبنية التحتية والطرق، في حين لم تتم الإلتفاتة إلى تدريب وتأهيل الكوادر البشرية، لخلق أوراش حقيقية مدرة للدخل وقادرة على جلب العملة الصعبة، لتحقيق الرفاه الاجتماعي لساكنة وشباب المنطقة.