رد محمد رفيقي الملقب ب "أبو حفص" بقوة على من يعتقد أن الإجماع أصلا من أصول الدين، معتبرا ذلك لا أساس له من الصحة ولا يستند على أية حجة شرعية. وقال أبو حفص خلال ندوة نُظمت بتطوان الأسبوع المنصرم، إن ابن حزم شن حملة شعواء على من يستدل بالإجماع وعلى من يستدل بهذا الدليل.
وأضاف المتحدث قائلا "افتح أي كتاب من كتب أصول الفقه من عهد الشافعي باعتباره واضعا لهذا الأصل إلى كتب أصول الفقه التي تؤلف اليوم ؛ وستجد دليلا واحدا في الموضوع وهو قوله تعالى " وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ، وَسَاءَتْ مَصِيرًا ". هذا الدليل يقول عنه "أبو حفص" بعيد كل البعد ولا علاقة له بالإجماع، وإنما له ارتباط بمشكل حصل بين الرسول صلى الله عليه وسلم وكفار قريش، و لو رجعت إلى جميع الأدلة التي قام عليها دليل الإجماع وبكل موضوعية لوجدتها أدلة ضعيفة؛ لامن حيث النص القرآني ولا من جانب السنة النبوية؛ يقول أبو حفص.
وأضاف المتحدث قائلا " لكن بحكم أن السلطة السياسية في ذلك الوقت احتاجت إلى توظيف هذا الأصل ( الإتفاق، والإجماع، وعدم خروج الناس عما أرادته السلطة) كآلية من الآليات لضبط المجتمع والتحكم فيه؛ فإن الفقهاء بقصد أو بغير قصد، أو بحسن نية جعلوا هذا الأصل أصل من أصول الدين.
للإشارة فالندوة التي دعا إلى تنظيمها الحزب الإشتراكي الموحد بتطوان اختار منظموها شعار "الفقه الإسلامي بين ضرورة التجديد ودعوى الإنغلاق" حضرها عدد من المهتمين والباحثين" فيما غاب عنها ذ.أحمد الطرماش باعتباره من الباحثين في الفكر الإسلامي وحوار الحضارات حيث كان مقررا أن يشارك بمداخلة في الموضوع، وهو الأمر الذي طرح أكثر من علامات الاستفهام لدى الحضور حول غياب هذا الاخير عن الندوة.