وُلد فريق المغرب التطواني منذ قرن من الزمان، ويعتبر الفريق المغربي والعربي الوحيد الذي لعب في الليغا الإسبانية وقارع كبار الفرق العالمية كالريال والبارصا، وفاز بلقيبن احترافيين في ظرف ثلاث سنوات، كما أنه ثاني فريق مغربي يشارك في الموندياليتو بعد فريق الرجاء البيضاوي، كل هذا يشفع لفريق اسمه المغرب التطواني أن يلمع نجمه في سماء عالم كرة القدم، بعيدا عمّا يعانيه الفريق هذا الموسم يبقى فريق الاتلتيك علامة خاصة.
ليس بغريب أن تسمع عن فريق اسمه المغرب التطواني يتغنى بأمجاده، ولا حرج في أن يفتخر أبناء هذه المدينة بفريق اسمه الاتلتيك، وأن تقول أنا تطواني فهذا فخر لأبناء الشمال، لكن ما معنى أن تكون تطوانيا وتفتخر بفريقك وهو يتمركز في آخر سبورة الترتيب ومهدد بالنزول للقسم الثاني ؟ وماذا تمثل المائة سنة منذ تأسيس الفريق حتى تتويجه بلقبين احترافيين وتمتيع عشاق المستديرة من سحر التيكي تاكا ؟
عندما تشاهد جمهورا عريقا عاشقا للروخي بلانكو وقارع كبار الليغا الإسبانية فهذا يبين معنى أن تفتخر كونك تطواني، وحين تعرف أن الفريق تأسس منذ مائة سنة وفاز بلقبين احترافين فقط، وجمهوره كتب اسمه بمداد من ذهب في موسوعة غينيس للأرقام القياسية بعد التنقل التاريخي للعاصمة الرباط والذي فاق 35 ألف متفرج، فهذا يعني أن تفتخر وتكون تطوانيا، عندما يحتل فريقك المركز الأخير ويصبح مهددا بمغادرة قسم الكبار والملعب ممتلئ عن آخره بالجماهير فهذا يعلمك معنى أن تكون تطوانيا.
فريق المغرب التطواني رغم كل الظروف التي يمر منها لم ينل منه الدهر بل نال هو من الدهر كما فعل موسم 2011_2012 عندما انتفض في وجه الدوري المغربي الذي احتكرته فرق العاصمة الاقتصادية والجيش الملكي، وفاز بأول لقب هو الأغلى في تاريخ الفريق التطواني، بعد تحليق الحمامة عاليا في سماء العاصمة الرباط.
الأحمر والأبيض الذي حاكى فريق العاصمة الاسبانية اتلتيك مدريد، تمكن من كسر هيمنة ثلاثي الرجاء والوداد البيضاويين والجيش الملكي، ليعلن لباقي الفرق المغربية فتح الطريق للعب على الألقاب وانتهاء عهد الاحتكار، فريق أبيض وأحمر سار على نهج فريق العاصمة مدريد، معنى أن تكون تطوانيا مفتخرا بالاتلتيك هو أن تآزر وتدعم فريقك في الضراء قبل السراء، والحامل لقميص فريق المغرب التطواني يعرف أنه مرهون باللعب بحب وقتالية ليلهب المدرجات ويمتع عشاق المستديرة.