هي فهرسة أتى فيها على ذكر شيوخه في الإقراء والإسناد، وتتسع لتشتمل عددا كبيرا من علماء القرن الثاني عشر للهجرة من بينهم عدد من علماء تطوان. وهي بذلك تتقاطع مع فهارس أبي العباس الورزازي وأبي سالم العياشي وابن سليمان الروداني، يقول الشيخ الورزازي متحدثا عن فهرسته: "هذه فهرسة أذكر فيها إن شاء الله، المشاهير من أشياخي، ممن قرأت عليهم، وأخذت عنهم، وأجازني ومن لم يجزني، تذكرة لي، وتبصرة لغيري" وقد ألفها سنة (1203ه) بدليل قوله: "كتبه وقاله العبد الحقير، البائس الفقير، في أوائل رمضان العام الثالث من الثرن الثالث عشر بعد الألف. محمد بن علي الورزازي، كان الله له، وغفر له ولوالديه والناس أجمعين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وأصحابه أجمعين". ويمكن تقسيم الفهرسة إلى قسمين: القسم الأول: الشيوخ الذين أخذ عنهم وهم: – الشيخ محمد بفتح الميم بن محمد الورزازي: قرأ عليه ألفية بن مالك سبع مرات، ومختصر الشيخ خليل غير ما مرة، وكذلك التلخيص ومختصر الشيخ السنوسي، وجمع الجوامع مرة، وجامع الإمام البخاري بتمامه، وشمائل الترمذي، وتحفة ابن عاصم، ولامية الزقاق، وغير ذلك(). – أحمد بن محمد الورزازي: وقرأ عليه أيضا موطأ مالك، وكثيرا من صحيح البخاري، وأوائل شمائل الترمذي وغير ذلك من الكتب الحديثية، وجمع الجوامع للسبكي، والتلخيص، ومختصر السنوسي في المنطق، وتحفة ابن عاصم والتفسير، وأوائل التسهيل وغير ذلك. – أحمد بن عبد العزيز الهلالي السجلماسي: قرأ عليه في مدغرة سجلماسة في قصبة الشرفاء، جمع المنظومة المسماة بالقادرية في علم المنطق، بشرح الإمام الهلالي المذكور. – صالح اللماطي: درس عليه في سلجماسة صحيح مسلم وختمه عليه في زاوية سيدي حمزة في حياة ولده سيدي عبد الله بن حمزة، وأقام معه في الزاوية اربعين يوما حتى ختم الكتاب المذكور. ليتوجه بعد ذلك إلى فاس سنة (1162ه) لكنه لم يستطع دخولها لحصار عبد الله بن إسماعيل إياها (). فقرر العودة إلى تطوان حتى تهدأ الأوضاع فدرس أثناء ذلك على الشيخ العلامة أحمد الورزازي رسم القراءة تسعة أشهر. وقد تهيأت له الفرصة للعودة إلى فاس حين توجه الشيخ أحمد الورزازي إلى الحج عام (1163ه)، ليقيم فيها نحو ثلاث سنين ونصفا، وقرأ على أعلامها وأئمتها منهم: – محمد التاودي بن سودة: أخذ عنه كتبا عدة مثل مختصر خليل، وتلخيص المفتاح، وألفية ابن مالك، وصحيح البخاري إلا مواضع يسيرة، وصحيح مسلم بكامله، وحضر بعض التفسير والشفاء وغير ذلك من الكتب والمقيدات والنوادر والمحاضرة. – الشيخ عمر بن عبد الله الفاسي: أخذ عنه جمع الجوامع في الأصول للإمام السبكي، ومختصر الإمام السنوسي في المنطق، وصغراه أيضا في علم الكلام. – الشيخ أحمد بن عبد الجليل الشريفي: أخذ عنه القلصادي ومنية الإمام ابن غازي في الحساب، والحوفي والتلمسانية في الفرائض. – الشيخ عمر السوداني: قرأ عليه شيئا من أوائل الكتب المعتبرة في الحديث في طرابلس. – الشيخ أب الحسن السندي: قرأ عليه في المسجد الشريف النبوي صلى الله على صاحبه أول الصحيحين، صحيح مسلم وصحيح البخاري. – الشيخ محمد البليدي المالكي: قرأ عليه بالديار المصرية شيئا من صحيح البخاري. – الشيخ علي الصعيدي: حضر مجلسه مدة إقامته في جامع الأزهر وقرأ عليه طرفا من البخاري ومسلم. – الشيخ محمد الحفناوي: حضر مجلسه مدة في إقرائه الجامع الصغير بالأزهر. القسم الثاني: وخصصه للحديث عن الروايات مرفوعة بأسانيدها المتصلة بشيوخه إلى أصحاب العلوم والمؤلفات وقد جرى في عرض هذه الروايات على الطريقة الأكثر انتشارا في فهارس الغرب الإسلامي وأثبات رجاله وبرامج علمائه. ويشغل قسم المرويات الحيز الأكبر في هذه الفهرسة، ويعتبر الشق الأغنى بين موادها لما يرد فيه من تسمية المصنفات وذكر أسانيد الرواية فيها من فوائد أو رصد حركة تنقل علم أو كتاب من جهة إلى أخرى ومن عصر إلى آخر ومن رواية إلى من يحمل عنه رواته. وتبدو فهرسة محمد بن علي الورزازي قليلة فيما يخص عدد الشيوخ الذين أخذ عنهم مروياته، وهو يروي عامة عن الأخوين محمد وأحمد بن محمد الورزازي، والتاودي ابن سودة، وشيخه جسوس الذي اجازه، وأبي حفص عمر بن أبي بكر السوداني، والحافظ الغربي الرباطي الذي أجازه بتطوان بعد رجوعه من الحج، والشمس البليدي والملوي والصعيدي والحفني وعمر الطلحاوي بمصر، وبالمدينة عن محدثها أبي الحسن السندي الحفني وغيرهم. العنوان: فهارس علماء تطوان (تطوان من خلال كتب التراجم والطبقات) للمؤلف: عدنان الوهابي منشورات باب الحكمة (بريس تطوان) يتبع...