لا زال الفيروس التاجي يتملك العالم ،يتحكم في زمام الدول و الحكومات اقتصادياواجتماعيا وسياسيا .كان التاج دائما رمز السلطة والقوة وهاهو الفيروس اللا مرئي يتوشح به و يتربع على عرش كوكب الارض يأمر وينهي ويتوعد من تجرأعلى لقائه دون احتياط لفخامته و يعفو عمن خافه وتجنب مواجهته .مازال الفيروس التاجي حرا طليقا يتجول بين الأفرادوالجماعات رغم الحدود المغلقة و المصالح المعطلة والاجراءات ,المشددة التي يسهرعلى تدبيرها رجال و نساء جعلتهم وظائفهم في قلب العاصفة يؤدون عمله بكل اخلاص وتفان خدمة للوطن .سأكتب اليوم عن نساء جعلتهن الأقدار في الصفوف الأمامية لمحاربة الجائحة ،فالمرأة مهما كانت وظيفتها تظل مخلوقا أودع الله فيه من الرقة والعطف ما يجعلها أكثر تأثرا بالجائحة من شقيقها الرجل ومع ذلك فهن مجندات صامدات،لأسرهن مفارقات ،،مداومات في وظائفهن ومعرضات انفسهن لخطر الاصابة بالوباء : طبيبات ،ممرضات، نساء الأمن، موظفات السجون وكذا مذيعات واعلاميات غادرن بيوتهن لمزاولة أعمالهن في زمن كورونا تاركات أولادهن و أزواجهن، تاركات فراغا لا يملأه سواهن في تدبير البيت خاصة مع حلول شهر رمضان الذي يتطلب ترتيبات وطقوس خاصة .هؤلاء النسوة ضربن مثالا للتضحية ونكران الذات للمجتمع ولأبنائهن أيضا فهن القدوة الحسنة التي يقتدي بها الأبناء خير من الاف المحاضرات والمواعظ التي تدعو للعمل والاخلاص و تلبية نداء الوطن. لكل هؤلاء النسوة نرفع القبعة و نصفق لهن بحرارة وندعو من الله أن يحفظهن من كل مكروه. هناك نساء أخريات تحاربن في جبهات أخرى عواصف الفقر و البؤس بعدما توقفن عن مزاولة عمل متواضع يكفيهن مذلة السؤال بسبب فرض حالة الطوارئ. في زمن الجائحة أيضا ومع الالتزام بالحجر الصحي نساء كثيرات في كل أنحاء العالم تعرضن للعنف الجسدي سواء من الزوج أو الأب أو الأخ، هذا العنف أدى لحد ازهاق أرواح كثير من النساء مما جعل منظمة الأممالمتحدة تدعو على لسان أمينها العام أنطونيو غوتيرش الى حماية النساء و الفيتيات من العنف داعية الحكومات الى جعل التصدي للعنف ضد المرأة جزءا رئيسيا من خططها الوطنية للتصدي لوباء كوفيد19. رغم كل العواصف التي اجتاحت قبيلة النساء في جائحة كورونا الا أنهن صابرات ،صامدات قويات في مواجهة النوائب لأن المرأة واعية بدورها المحوري داخل الأسرة ،وبمسؤوليتها تجاه أبناء ينتظرون منها الصمود لبلوغ بر الأمان لأنها الأساس الذي يسند البناء واذا تهاوت انهار كل البناء.