قاع أسراس هي قرية ساحلية ممتدة على أطراف الشريط الساحلي للبحر الأبيض المتوسط، القادم إليها عبر الطريق الساحلية من مدينة الحسيمة سيجد الجبل المطل عليها يشبه تماما جبل الرأس الأسود أو "el monte hacho"، المطل على مدينة سبتة السليبة باعتبار قاع أسراس منطقة تقع في قلب سلسلة جبال الريف الممتدة. و ما يميز قاع أسراس التابعة ترابيا لإقليم شفشاون هو قربها الجغرافي من تطوان مما يكسبها موقعا استراتيجيا يؤهلها لتكون بحق البوابة الشرقية لجهة الشمال. و تستقطب القرية الساحلية زوارا يفدون عليها من كل مناطق البلاد ، إضافة إلى أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، إلى جانب عدد من المصطافين من شفشاون و تطوان و النواحي الباحثين عن صفاء البحر و زرقته و الحياة العادية البسيطة، بعيدا عن ضوضاء و صخب بعض الشواطئ الأخرى، "فالحياة هنا بسيطة بساطة أهلها، و ما يعجبني في هذه القرية الجميلة هدوؤها، و هواؤها العليل و فواكها الطبيعية"، يقول أحد زوار المنطقة القادم من مدينة شفشاون مركز الإقليم. القرية يشرف على تدبير شؤونها مجلس جماعي يتألف من الرئيس و 18 مستشارا جماعيا، و في هذا الإطار أوضح محمد مرصو رئيس المجلس، على أن الغيرة على هذه المنطقة و تنميتها كانت الدافع إلى الانخراط في تحمل مسؤولية تدبير مقاليد الجماعة، من خلال إطلاق العديد من الأوراش التنموية التي لا محالة ستكون واجهة مشرفة للمركز و تأهيله و الرقي به حتى يكون في مصاف الجماعات الترابية المجاورة في ظل العناية المولوية لجلالة الملك محمد السادس حفظه الله للمنطقة و ساكنتها"، على حد تعبير مرصو. في سياق متصل أضاف ذات المتحدث على أن الجماعة الترابية و تماشيا مع السياسات العمومية الوطنية أولت عناية كبرى للبعد البيئي في برامجها المحلية لا سيما و أن بلادنا مقبلة على استضافة المؤتمر العالمي للمناخ بمراكش بعد أن حظيت مدينة طنجة بشرف تنظيم المؤتمر المتوسطي للمناخ خلال شهر يوليوز المنصرم. و أفصح مرصو اعتزام المجلس الترابي لقاع أسراس عقد اتفاقية مع مكتب للدراسات متخصص بغية إجراء دراسة بيئية شمولية يشرف عليها أهل الخبرة و الاختصاص، مع إشراك كل الشركاء والفاعلين المحليين وفق برنامج دقيق معزز بمعطيات رقمية للاستفادة من الأبحاث المتقدمة في المجال البيئي على غرار تجاربة دولية مماثلة، يورد الرئيس.