يعيش حزب العدالة و التنمية بتطوان على وقع حرب باردة بين تيارين الأول داعم ل"شرعية" عادل بنونة الكاتب الاقليمي لحزب بنكيران، والثاني الطامح لتزكية محمد إدعمار رئيس الجماعة الحضرية بالمدينة للعودة إلى الكرسي الوتير تحت قبة البرلمان لولاية ثانية بعد استبعاد صاحبه أحمد بوخبزة من صدارة اللائحة التي صادقت عليها قواعد الحزب بالمدينة، على الرغم مما يشكله ذلك من طعنة في الظهر للديمقراطية الداخلية للحزب الحاكم و سيطرة "التحكم" الذي لطالما تغنى الحزب بضرورة محاربته في كل مناسبة و حتى بدونها. هذه المعطيات و إن لم تؤكدها قيادة الحزب على المستوى المركزي فإن بعضا من "صقور" إدعمار و بعض المواقع أو بمعنى أدق أحد المواقع "الإخبارية" الذي لا ينشر أخبارا إلا للتهليل لإدعمار أو لقصف من يعاديه من الخصوم الداني منهم قبل القاصي، و الذي بدأ في تسخين الطبول قبل الفرح بليلة كما يقول المثل المغربي الدارج، جعلت أصواتا من داخل الحزب بالمدينة تتعالى مستغربة، و مستنكرة محاولة ضرب الديمقراطية الداخلية للحزب في الصميم، بعد أن تم منح عادل بنونة الثقة لخوض غمار الاستحقاقات الانتخابية المقبلة باعتباره الأحق و الأجدر من غيره بهذه الثقة. وهي تطورات لا يمكن قراءتها في معزل عن التصريحات المثيرة لمؤسس الحزب بتطوان و القيادي البارز في الحزب الأمين بوخبزة والتي انفردت "بريس تطوان" بنشرها قبل أشهر و قد كان لها ما بعدها بعد أن هزت أركان الحزب محليا ووطنيا من معطيات مثيرة حول "المكر" و"الكولسة" التي عرفها الحزب بتطوان في سياق الاستعداد للانتخابات المحلية و الجهوية الأخيرة ضربت في العمق مبادئ الحزب و قيمه. و في سياق متصل نفى عادل بنونة الكاتب الاقليمي لحزب العدالة والتنمية بتطوان، المرشح من طرف لجنة الترشيحات بتطوان لقيادة لائحة الحزب في الانتخابات البرلمانية المقبلة في وقت سابق نفى نفيا قاطعا أن تكون الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية قد حسمت بشكل نهائي في وكيل لائحة "المصباح" بإقليم تطوان، بعد أن حصل على تزكية لجنة الترشيحا. و قال بنونة في تصريح خص به جريدة "بريس تطوان" إن ما تم تداوله اليوم بهذا الخصوص هو مجانب للصواب و لا أساس له من الصحة، لأن الهيئة الموكول لها الاعلان عن النتائج هي الأمانة العامة للحزب، بوكلاء على المستوى الوطني وهو مما لم تقم به الهيئة إلى حدود الساعة.