شدد رشيد العدوني، رئيس منظمة التجديد الطلابي، على أن هذه الأخيرة عازمة على المضي في محاربة الفساد بالجماعة المغربية، وذلك من خلال رصد مختلف الملاحظات في تقارير مكتوبة، ورفع المذكرات، وتنظيم الوقفات، ومختلف الأشكال النضالية السلمية، "وهذه مهمة أصيلة بالنسبة إلينا باعتبارنا جزءا من الحركة الطلابية، ومن المجتمع المدني الجامعي "، يضيف المتحدث. وأشار العدوني خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية لفعاليات المنتدى الوطني للحوار والإبداع الطلابي بمدينة تطوان، (أشار) إلى أن إصلاح الجامعة المغربية رهين بمحاربة الفساد الذي يطال التدبير الإداري والمالي في بعض المؤسسات الجامعية، وتعزيز مبادئ الحكامة والنزاهة والشفافية. من جهة ثانية، قال رئيس منظمة التجديد الطلابي، أن الفئة الطلابية هي الفئة الوحيدة التي تم إقصائها من المشاركة في صياغة مشروع "الخطة الإستراتيجية لإصلاح التعليم 2015 - 2030"، التي أعدها المجلس الأعلى للتربية والتكوين، "ليستمر الإقصاء والتهميش للطلبة وحدهم، والذي يبلغ عددهم حوالي 800.000 مواطن راشد، في مخالفة صريحة للوثيقة الدستورية وللقانون المنظم للمجلس الذي ينص على ضرورة التمثيلية الطلابية"، معلقا قوله: "رغم احتجاجاتنا المتواصلة على هذا الإقصاء، ومراسلاتنا المتتالية لرئيس المجلس، فإننا سنستمر في تقديم ملاحظاتنا ومساهماتنا النقدية والاقتراحية للنهوض بقطاع التعليم عموما، والتعليم العالي خصوصا. مطالبين في نفس الوقت اللجنة الوزارية التي يرأسها السيد رئيس الحكومة إلى ضرورة الاستماع للرأي الطلابي وللمنظمات الطلابية وإشراكها في صياغة مشروع المستقبل، منبهين إلى أن الإقصاء لا يشجع إلا على السلبية والعدمية ويهدد المواطنة". المتحدث ذاته، اعتبر أنه لا يمكن لأي مشروع إصلاحي للتعليم المغربي أن ينجح دون استعادة المدرسة المغربية والجامعية المغربية لهويتهما الضائعة في ثنايا العمليات الإصلاحية المتتالية، ودون استعادة للمشروع التربوي للمدرسة المغربية والجامعة الذي ينبعث على أساس هوية الشعب المغربي، "الذي أساسه الإسلام، وبلغتنا الرسمية العربية، وباللغة الأمازيغية التي نعتبرها رصيدا مشتركا لجميع المغاربة"، معبرا عن خوفه على ضياع هوية المدرسة والجامعة المغربية. هذا وقد أكد رئيس المنظمة الطلابية، على أن من أهم الأعطاب التي رافقت إصلاح النظام التعليمي، وأنتجت الفشل في المنظومة، يكمن في المنهجية المعتمدة في إقرار تلك الإصلاحات، متسائلا في الوقت ذاته عن المنهجية المعتمدة حاليا في عملية الإصلاح، وهل قام المجلس الوصي بتقييم ما سبق من إصلاحات، وما حصيلة عشرية التعليم. وفي موضوع العنف الجامعي، عبر رشيد العدوني عن أسفه لفشل مقاربة الدولة وترهلها في التعامل مع قضية العنف والعصابات المسلحة بالجامعة، التي اعتبرها أنها أصبحت "ظاهرة مشينة تحولت إلى صناعة من طرف مجموعة محترفة لذلك"، محملا المسؤولية من جهة ثانية لمكونات طلابية، قائلا: " إن تحميلنا المسؤولية للدولة في محاربة العنف والإجرام بالوسط الجامعي، لا يعني تبرئتها لبعض المجموعات الطلابية التي تحركها أيادي من خارج الجامعة لها مصلحة في محاربة الإسلاميين وكل الديمقراطيين، وتريد تدمير الجامعة المغربية وتخريب فضاء العلم والسلم والمعرفة". كما قدم المتحدث دعوة لمكونات الحركة الطلابية من أجل الاتحاد ضد العنف والإرهاب والإقصاء والهيمنة، مؤكدا استعداد "التجديد الطلابي" لبناء "تنظيم نقابي طلابي جامع لتأطير الفعل النقابي الطلابي بعد حوار طلابي وفصائلي راشد، يقطع مع الهيمنة والانفراد ويمنع توظيف النضال الطلابي في المعارك السياسية والارتزاق بحقوق الطلاب، ويساهم في بناء حركة طلابية ناهضة، تكون في مستوى التحديات التي تواجهها الجامعة المغربية". وفيما يتعلق بموضوع الصحراء المغربية، أكد رئيس منظمة التجديد الطلابي استنكار الهيئة الطلابية لتصريحات "بان كي مون"، الأمين العام للأمم المتحدة، وللمخططات التي تريد النيل من وحدة المغرب وسيادته على أراضيه، كما دعا المؤسسات الرسمية إلى إشراك المنظمات الشبابية والطلابية في الدفاع والنهوض بالقضايا الوطنية، وإلى إقرار الديمقراطية الحقيقية والتنمية التي تصل للمواطنين، والقطع مع سياسة الريع والفساد، "فذلك هو السبيل لتحصين الوحدة الوطنية والتصدي للأطروحات الانفصالية"، يضيف المتحدث.