في ديسمبر تنتهي كل اﻷحلام.. وفي يناير تبدأ بالتجسد على أرض الواقع! هكذا علقت على عنوان الرواية، ﻷنني وإن كنت مثل بطلها، امرأة ينايرية مولعة بالبدايات، فإنني على كل حال لا أمقت-مثله- نهاية اﻷعوام، ولا أتأثر بجنائزية ديسمبر أو فرائحية يناير. ذلك أن البدايات -في عقيدتي-نحن من نصنعها، ونؤثثها في أذهاننا بغزير اﻵمال والتوقعات، ونحن من نقرر أي شهر وأي فصل يناسب بهاء شروق أحلامنا، ذاك الذي يستحق أن نفتح فيه صفحة جديدة في دفتر العمر. لذلك كتبت تعليقي على عنوان الرواية بقلم حبر أخضر، ﻷنني لطالما وددت لو كانت بداية العام مع حلول فصل الربيع، حين تتفتح أزهار الحياة، وتتحلى الطبيعة بأناقة تليق باستقبال عمر جديد. بل حتى النهايات، نحن من نحدد الزمن المناسب لنحرر فيه سطورها اﻷخيرة، وهي مثل الغروب "ظاهرة ذهنية قبل كل شيء" كما قال فرناندو بيسوا، أي أنها تحدث في دواخلنا قبل أن نعلنها إلى العالم الخارجي. غير أنه ليست النهاية دائما مدعاة للحزن، فهناك نهاية تتفتق منها بذور بداية أجمل، كما تطل البراعم في الشتاء لتزهر في الربيع! فليكن الشتاء إذن، مناسبة لغروب كل شيء لا يشبهنا، والفصل الذي يشهد وداع خيباتنا وأتراحنا، وتلك الوجوه التي ما عدنا نعرفها، ولتجرفها أمطاره و سيوله إلى واد سحيق لا قرار له. وليكن الشتاء إذن نهاية العام، وموسم تنظيف الذاكرة من تراكمات الفصول! أتمنى لكم نهاية بيضاء بلون الشتاء، وأن يلون الرحمن عامكم كله برونق ألوان الربيع. بقلم:♡سناء حفوظ♡/بريس تطوان