بعد عودتها من حفلها بالمعرض الدولي للكتاب بالعاصمة التونسية، أحيت أخيرا السوبرانو المغربية سميرة القادري حفلا جديدا بالأراضي المنخفضة قدمت خلاله في العاصمة " أمستردام" عرضين فنيين، وسمت الأول ب " سفر"، أما الثاني فوسمته ب " أصوات أندلسية". ويعتبر سفرها الأول، الذي أدته رفقة رباعي أحداف بقيادة المايسترو نبيل أقبيب، بمثابة موج بين ألحان سميرة ومؤلفات محمد أحداف وكذلك قطع من التراث المتوسطي، من توزيع نبيل أقبيب بأسلوب معاصر وعازف البيانو أفيشاي، ويعتبر كذلك عملا فنيا عملت من خلاله القادري على تطويع صوتها الليريكي في قوالب جديدة، ساهم في إغناء اللحن العربي والأندلسي، من خلال تفعيل جماليته و إبراز خصوصيته وهويته في مناخ الموسيقى العالمية. وهو عصارة لقاء بين فنانين من مدارس مختلفة بين صوت متوسطي وإيقاعات الجاز ببصمة أندلسية. أما العرض الثاني فقد كان رفقة ياسين بوسعيد و محمد شعيري للفرقة اﻻندلسية بهولندا، بالإضافة إلى عدد من الغيورين المغاربة والأجانب الذين يشاركون في هذه الفرقة ويشتغلون بدورهم على الموروث الأندلسي . .و قد نجحوا في كسب ثقة الهولنديين باستضافة فنانين يمثلون الثقافة المغربية أفضل تمثيل، وهذا ليس غريبا على شباب يحلمون بغذ أفضل لوجه الثقافة المغربية بالديار الهولندية. واعتبر هذا العرض، حلقة ثقافية هامة بين الشرق والغرب من خلال الموسيقي التي أدتها الفرقة المغربية الهولندية بقيادة السبوبرانو سميرة القادري. وقد عبرت مختلف المكونات الثقافية المغربية والهولندية التي حضرت هذين العرضيين عن مدى أهمية الموسيقى المغربية الأندلسية والأبرالية التي قدمتها القادري، كما أبدت العديد من الجماهير الهولندية التي حضرت الحفل عن مدى إعجابها بالتراث المغربي الذي قدم في هذا الحفل، فاعتبرها البعض بداية عهد لسياسة الثقافة بهولندا ، في ظل أغلب المشاركات المغربية الأخرى التي ظلت طيلة سنين لا تخرج عن الموسيقى الشعبوية التي ظلت سمة من سمات الثقافة المغربية في ذهن الإنسان الأروبي. و يعد هذان العرضان بمثابة رد الاعتبار للثقافة المغربية وللمبدعين المغاربة ،ورسالة لكل من يؤمن بقوة الفن الراقي، والدور الذي يلعبه في ترميم وإصلاح ما أفسده الفن الرخيض الذي يعطي صورة غير حقيقية عن الفن بالمغرب.