مستشاري حضرية تطوان ينتقدون مستوى ووتيرة أشغال "العمران" بالمدينة العتيقة، وباشا المدينة "يتهمهم" بعدم الإلمام بالموضوع . انتقدت تدخلات مستشاري حضرية تطوان، مستوى الأشغال الجارية داخل المدينة العتيقة ووتيرة تقدمها، معتبرة إياها، بالرديئة التي لا تعكس غاية " رد الاعتبار " لهذا التراث المصنف من طرف اليونيسكو، وحول الموضوع سرد النائب الثاني للرئيس أحمد بوخبزة معطيات لواقع التدخل الميداني بالمدينة العتيقة، معددا الاكراهات التي تواجه الأشغال هناك كعدم إخلاء المنازل من طرف قاطنيها أثناء عملية التدعيم، وكذا تعقد البنية العمرانية من حيث كثرة ملاكي وقاطني المنزل الواحد ومجاورة مجموعة من الدور لأخرى مهجورة، هذا المشهد الذي يطرح، حسب النائب ذاته، مشكل تداخل الاختصاصات ما بين العديد من المتدخلين، داعيا بالمناسبة، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية للتعاون بصفتها مالكة للعديد من الأملاك الحبسية. مستشار من المعارضة " حزب الأحرار " استهجن ما جاء في كلمة النائب، معتبرا، أن المكتب المسير للجماعة يأتي بعد أربع سنوات ليقدم تشخيصا للحالة فقط دون ذكره للمنجزات الحقيقية على أرض الواقع أو مكاشفته للساكنة بخصوص مستوى الأعمال المنجزة وأرقامها التي خلت من عرض نائب الرئيس، فيما تساءل مستشارون آخرون، عن ضعف مراقبة مؤسسة " العمران " وقت انجازها الأشغال ميدانيا، محملا أحدهم مسؤولية ذلك، لكل من ولاية تطوان والجماعة الحضرية، بصفة خاصة. تدخلات وأخرى شهدتها قاعة جلسات قصر البلدية عند انعقاد دورة استثنائية عشية الجمعة 26 دجنبر الجاري، لم يستسغ باشا المدينة مصطفى بوجرنيجة، ما تضمنته بعضها وكالته من اتهامات ليتدخل بنبرة حازمة متهما المستشارين بعدم الإلمام بالمعطيات وتفاصيل الموضوع، مسترسلا بالقول" أن مراقبة أشغال العمران تتم بالفعل من طرف اللجنة الإقليمية التي تجتمع كل أسبوع ويترأسها الوالي كما ومراقبة اللجنة المحلية ولجنة التجهيزات العمومية إلى جانب مكتب للخبرة"، الباشا تحدث كذلك عما وصفها، بالانجازات القائمة داخل المدينة العتيقة طبقا للاتفاقية الموقعة أمام ملك البلاد بكلفة 315 مليون درهم، إلى جانب تعداده، لبعض الاكراهات والصعوبات المعرقلة لوتيرة الانجاز كمشكل الخرب وعدم إفراغ قاطني المنازل أثناء الأشغال . من جهة أخرى فقد كان واضحا لبس الأرقام المقدمة والمتعلقة بمجموع المنازل المستفيدة من مشروع تدعيم الدور الآيلة للسقوط بالمدينة العتيقة فبينما تحدث ممثل مؤسسة العمران بذات الدورة الاستثنائية، أنه تم - تدعيم 54 منزل وأن هناك 7 منازل في طور الانجاز ووجود 14 مقترحا للتدخل بأخرى- جاءت أرقام الباشا مغايرة كبيرة في مجموعها، مقارنة بأرقام ممثل العمران، لتذكر أن عدد المنازل المستفيدة من المشروع وصل ل 150 منزل..؟؟ وقد وصف الباشا أرقام ممثل العمران بغير الدقيقة والتي لم تتناول مجموع التدخلات بالشكل المطلوب.. رئيس الجماعة محمد ادعمار، وبعيدا عن لغة الأرقام والتفاصيل التي غالبا ما تخفي الكثير، اعتبر أن مشروع رد الاعتبار للمدينة العتيقة من المشاريع القليلة على المستوى الوطني التي حرص على تفعيله بشكل تشاوري تشاركي، دليله في ذلك، أن تطوان لم تشهد لا قدر الله أي خسائر في الأرواح أو جرحى داخل النسيج العتيق كما وأن مستوى النزاعات هناك ما بين السكان قليل بسبب نشاط المجتمع المدني الشريك الفعال في العملية، كما واستحضر ادعمار في الصدد، المستوى الجيد للنظافة هناك إلى جانب النجاح في إخلاء سوق " الغرسة الكبيرة " وفتح متحف لوقاش. هذا، وصادق المجلس بالإجماع على عقد يوم دراسي لتناول شأن المدينة العتيقة والخروج بالتوصيات اللازمة بخصوصها.