تطوان .. الدعوة إلى جعل التراث المادي محرك من محركات التنمية الاقتصادية والمجالية المحلية دعا المشاركون في الملتقى الجهوي الثاني حول المواقع الأثرية التاريخية، الذي اختتم اليوم السبت، إلى جعل التراث المادي، المنقول وغير المنقول، محركا من محركات التنمية الاقتصادية والمجالية المحلية. وأكدت التوصيات الصادرة عن هذا الملتقى، الذي نظمته جمعية جبل العلم على مدى ثلاثة أيام تحت شعار "بمواقعنا الأثرية نساهم في التنمية المستدامة"، بمشاركة مؤرخين وخبراء مغاربة مختصين في مجال التراث، على أهمية التعاطي مع الشأن التراثي، بالإضافة إلى بعده الروحي الوجداني، كمصدر ثروة وإنعاش الاقتصاد وجلب الاستثمار وخلق فرص الشغل وتعزيز الجاذبية السياحية والرفع من مداخيل الجماعات المحلية. وتضمنت التوصيات أيضا الدعوة إلى تغيير منظور المجتمع للتراث عبر مقاربات تربوية وتحسيسية وثقافية، ورفع وعي المواطن للمساهمة في المحافظة على التراث وصيانته وتأهيله، وتقوية دور المجتمع المدني في إنتاج المعرفة والتداول الثقافي المهتم بالشأن الثقافي عامة والتراثي بشكل خاص. وأبرزت التوصيات أهمية انخراط المؤسسات الجامعية ومراكز البحث العلمي ومؤسسات التكوين في مجال المحافظة وتثمين التراث،والاستفادة من الخبرات الجامعية الميدانية والحرفية، وفق منظور تتكامل فيه الأدوار للنهوض بالمواقع الأثرية والتاريخية، وتطوير أدائها السوسيو-اقتصادي، مع وضع مخططات استراتيجية مندمجة لتثمين التراث وإدراجه في المنظور المجالي العام كمؤهل جهوي وكمكون أساسي من مكونات الهوية الوطنية. وطالب المشاركون بخلق هيئات جهوية لتدبير المواقع الأثرية تتشكل من ممثلين عن القطاعات الحكومية الثقافية والاقتصادية والتربوية والمجالس المنتخبة والمجتمع المدني والمؤسسات الجامعية، وتشديد المساطر القانونية الخاصة بالتعمير في المناطق التي تحتضن المواقع الأثرية، والارتقاء بأداء المجتمع المدني في مجال حماية المواقع المعنية عبر تأهيل مواردها البشرية، وتفعيل دور الإعلام في التعريف بالمواقع الأثرية والتوعية بأهميتها. وأبرزت الجهة المنظمة أن الهدف العام من تنظيم هذا الملتقى هو توفير فضاء للنقاش والحوار بين المختصين لبلورة تصورات ومقترحات لتثمين والمحافظة على المواقع والمعالم الأثرية وإعادة الاعتبار لها، والمساهمة في التعجيل بوتيرة الكشف عن بعض المعالم الأثرية التي لم تنل بعض حظها من الاهتمام، إضافة إلى إثراء المعرفة بالمواقع والمعالم التاريخية والقطع الأثرية للرفع من الوعي لدى المواطن بتراث المنطقة. وتضمن برنامج هذه الدورة خمس ندوات حول مواضيع "تثمين جميع أنواع المعالم والمواقع التاريخية بالجهة لتقوم بدورها التنموي في إطار مسلسل التنمية المستدامة التي تعيش على إيقاعها المملكة"، و"موقع "سيدي عبد السلام د لبحار" الأثري تاريخه وخصوصيته"، و"تاريخ قصر المجاز الأثري .. تاريخ تشييده والغاية منه ودوره التاريخي بالمنطقة"، و"موقع مزورة التاريخي وخصوصياته الأركيولوجية"، و"دور الإعلام الجهوي في تسويق المواقع الأثرية التاريخية بالجهة وطنيا ودوليا".