انطلقت ،اليوم الخميس بتطوان، فعاليات الدورة الثانية للملتقى الجهوي حول المواقع الأثرية لجهة طنجةتطوان، التي تنظمها جمعية جبل العلم، على مدى ثلاث أيام، تحت شعار "بمواقعنا الأثرية نساهم في التنمية المستدامة ". وقال رئيس جمعية (جبل العلم) عبد القادر بكور ، بمناسبة افتتاح التظاهرة، إن الهدف من تنظيم هذا الملتقى هو توفير فضاء للنقاش والحوار بين المختصين لبلورة تصورات ومقترحات لتثمين والمحافظة على المواقع والمعالم الاثرية واعادة الاعتبار لها، والمساهمة في التعجيل بوتيرة الكشف عن بعض المعالم الأثرية التي لم تنل بعض حظها من الاهتمام ،اضافة الى اثراء المعرفة بالمواقع والمعالم التاريخية والقطع الاثرية للرفع من وعي المواطن بتراث المنطقة. وحسب ذات المصدر، فإن الملتقى الذي يشارك فيه مؤرخون وخبراء مختصون في مجال التراث، يروم أيضا إشراك المجتمع المدني في صياغة التصورات الكبرى، ونشر الوعي بأهمية المحافظة على المواقع الاثرية والمساهمة في النهوض بها وتأهيلها وتسويقها سياحيا، واطلاع المجتمع على تاريخ الحفريات في جهة طنجةتطوان و المشاريع المستقبلية لوزارة الثقافة في هذا القطاع. واشارت المداخلات خلال الجلسة الافتتاحية الى اهمية انخراط كافة مكونات المجتمع ،من مجتمع مدني ومؤسسات جامعية وعلماء الاثار وهيئات منتخبة ومؤسسات قطاعية، للحد من المخاطر التي تتهدد المواقع الاثرية، سواء منها الاخطار المرتبطة ببعض السلوكات البشرية والعوامل المناخية وتوسع العمران والبناء العشوائي في بعض المناطق المجاورة للمآثر التاريخية ووضياع القطع الاثرية. واعتبرت أن مسؤولية المحافظة على المآثر التاريخية "مسؤولية جماعية" تتحملها مكونات المجتمع، كل من موقعه، مبرزين اهمية وضع استراتيجيات ومقاربات تربوية لتوعية الاجيال الصاعدة بأهمية المحافظة على المعالم الاثرية واستثمار كل المعطيات التاريخية في البرامج التعليمية، وإنشاء نوادي في المؤسسات التعليمية للتحسيس بأهمية الارث الحضاري في ترسيخ المقومات التاريخية والثقافية للمغرب وتعزيز تميزها. وأبرز المتدخلون أن استثمار الثروات والتعبيرات التاريخية والتراث المادي واللامادي لمختلف مناطق المغرب يدخل في صميم المقاربة التنموية المستديمة في أبعادها السوسيو ثقافية والاقتصادية. ودعا المشاركون في الجلسة الى تبني مخططات تنموية جهوية للتراث وتثمين السياحة المجالية و العمل على تصنيف وتسجيل المآثر التي يطالها التدمير واللامبالاة في التراث الوطني وتفعيل القوانين الجاري بها العمل في المجال التراثي لإعادة الاعتبار للتاريخ، وجعل المقومات التاريخية عنصرا اساسيا في التنمية الشاملة. ويتضمن برنامج هذه الدورة، التي ستستمر الى غاية السبت القادم، تنظيم خمس ندوات حول مواضيع "تثمين جميع أنواع المعالم والمواقع التاريخية بالجهة لتقوم بدورها التنموي في إطار مسلسل التنمية المستدامة التي تعيش على إيقاعها المملكة"، و"موقع سيدي عبد السلام د لبحار الأثري تاريخه وخصوصيته"، و"تاريخ قصر المجاز الأثري ..تاريخ تشييده والغاية منه ودوره التاريخي بالمنطقة" و"موقع مزورة التاريخي وخصوصياته الاركيولوجية " و"دور الإعلام الجهوي في تسويق المواقع الأثرية التاريخية بالجهة وطنيا ودوليا". كما يتضمن البرنامج ورشة ميدانية بموقع "مزورة " الاثري بجماعة اربعاء عياشة (اقليمالعرائش ) للطلبة الأساتذة بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بطنجة وملحقة تطوان شعبة - الاجتماعيات.