عبر مرصد حماية البيئة و المآثر التاريخية بطنجة عن " استياءه الكبير من تعاطي الإدارات العمومية من ولاية و مندوبية المياه والغابات و محاربة التصحر و الوقاية المدنية مع الحرائق التي شبت بغابة مديونة و السلوقية والغابات المجاورة خلال 3 أيام الماضية، و التي لم تعرها الإهتمام الكبير في لحظاتها الأولى و عدم مواكبة الحريق بما يلزم من اجراءات، مستهجنا صمتها المطبق و رفضها تقديم المعلومات الضرورية بهذا الخصوص ". كما أعرب المرصد في بلاغ له عن " تقديره الكبير للمجهودات الجبارة للفرق الميدانية التي تعمل على امتداد ساعات الليل و النهار و تسابق الزمن في ظروف جوية صعبة و قلة الوسائل المادية ". ودعت ذات الهيئة " المجالس المنتخبة من مقاطعة طنجةالمدينة و المجلس الجماعي لطنجة و مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة كل في مجال اختصاصه إلى تحمل مسؤوليته الكاملة في هذا الخصوص ". وحسب البيان نفسه، فقد جدد مرصد حماية البيئة و المآثر التاريخية الطلب الذي تقدم به في مذكرته بخصوص مشروع تصميم التهيئة الحالي و ذلك بالتنصيص على منطقة مديونة و السلوقية و الرميلات كمنطقة خضراء و محمية طبيعية، مطالبا أيضا بالتزام واضح و معلن بضرورة إعادة التشجير الشامل للمنطقة المنكوبة في أقرب الآجال مع ضرورة نزع الملكية من الخواص و تحفيظ الغابة كملك للدولة المغربية. وأكدت الهيئة المدنية على " ضرورة الإسراع بإخراج المخطط الجهوي للمناخ و تضمين جزء منه لتناول مسألة حماية الغابات من الحرائق ضمن وسائل التكيف و الملائمة ". وقال المرصد أن " الغابات الحضرية للمدينة كانت على امتداد سنوات طويلة مجالا مستباحا لوحوش العقار ولوبياتها الوسيطة، والتي لا تزال إلى اليوم تتربص بما تبقى من هذا المجال الغابوي، و نتذكر في هذا الصدد ملف غابة السلوقية سنة 2012 والتي كانت قاب قوسين من القطع و التدمير لولا تصدي أبناء طنجة مؤسسات و ساكنة لتلك الهجمة العدوانية التي تراجعت إلى حين ". وأضاف في نفس البلاغ " فعبر تقاريره السنوية المتعاقبة لسنوات 2012 و 2013 و 2014 و 2015 و 2016 و من خلال جميع الندوات والأيام الدراسية و الموائد المستديرة أكد المرصد باستمرار على المخاطر المحدقة بالملك الغابوي للمدينة، فبالإضافة إلى مشكل القطع العشوائي الجائر و رمي الردمة و السكن العشوائي و "المرخص" وسط الغابة تظل الحرائق من أعوص الإشكالات التي تواجه غابات المدينة ". وأعرب مرصد حماية البيئة و المآثر التاريخية عن تخوفه من أن تكون الحرائق الجارية هو فصل جديد من فصول الإجهاز على غابات المدينة.