بمجرد مشاهدتك له لأول مرة، يمكن لك أن تشخص حالته، شخص رفقة زوجته وأطفاله يعيشان في حفرة متواجدة ضمن مساحة أرض كائنة بالقرب من كنيسة وأمام دار الشباب بطنجة، وتسلط عليهم أشعة الشمس كل يوم. هذه حالة الياس ماجدولين ابن مدينة طنجة الذي يحكي قصته المؤثرة لشبكة أنباء الشمال والتي أوصلته إلى هذا الوضع، يقول المتحدث أنه كان هو وزوجته مدمنان على المخدرات سابقا قبل أن يتعالجا من هذا السم القاتل بمركز معالجة الإدمان على المخدرات خيث التقيا هناك. ففي الوقت الذي كان المعني بالأمر يعيش متشردا في الشوارع بطنجة، كانت زوجته متزوجة آنذاك من رجل آخر، غير أنها كانت تعاني معه إثر التعذيب والضرب والتهديد بالقتل الذي كانت تتعرض له من طرف زوجها، حسب قول إلياس. هذا الوضع أثر في الياس وقرر الزواج بها، إلا أنه تعرض لشلل على مستوى رجله، جعله يرقد بمستشفى محمد الخامس بطنجة لمدة ثلاثة أشهر، وخلال هذه الفترة بلغ ثمن سومة الكراء الذي يجب أن يدفعه 8000 درهم، لكن حالة الفقر التي يعيشها وعدم عمله فرضت عليه الخروج من البيت ليصبح مكان نومه هو مسجد ايبريا إلا أن منع السلطات الأمنية النوم هناك دفعته لمغادرة المكان. ويضيف الياس أنه انتقل للنوم رفقة زوجته وأولاده داخل حفرة بالقرب من الكنيسة ليصبح ذلك هو ملجئه بعد أن انقطعت به السبل. قضية الياس التي عرفت انتشارا واسعا في وسائل الإعلام المحلية، لقيت صدى لدى فاعلة خير التي حضرت لعين المكان وأكدت توفيرها لسكن سيقطن به العائلة "المتشردة" كحل مؤقت في إنتظار إيجاد مسكن تقطن به هذه العائلة طيلة الحياة.