المشهد الأول : اقتربت من أحد الأروقة، فوجدت كتابا يهمني من حيث موضوعه. لكن ما أن سألت أحد المسئولين في الرواق عن ثمنه حتى صدمني قائلا : هذه النسخة للعرض، إن أردت واحدة فعليك أن تطلبها لنعدها لك. قلبت الكتاب من جديد فوجدته نسخة "فوطوكوبي"، والنسخة التي سيعدونها لي "فوطوكوبي" أيضا. يحدث هذا في معرض تشرف عليه وزارة ومن وراء الوزارة دولة. أين الرقيب ؟ إنه غائب، إنه لا يحضر إلا لمنع الكتب غير المرغوب فيها بسبب كتابها أو موضوعاتها. المشهد الثاني : هو مشهد تكرر أكثر من مرة، بعض الأروقة مظلمة، تشبه في منظرها حوانيت بعض القيسريات التي يطبعها الكساد التجاري. إضاءة ضعيفة، منظر عام لا يجذبك لزيارتها، كتب قليلة، إصدارات جد قديمة وغير ذات قيمة، مستخدمون لا يعلمون ربما ما دورهم في تلك الأروقة، … ألا تتوفر وزارة الثقافة على دفتر تحملات يحدد حقوق وواجبات العارضين من حيث الشكل والمضمون ؟ المشهد الثالث : يوجد رواق ضيف الشرف "فلسطين" في مكان محوري من المعرض، صور الزعيم عرفات ورئيس السلطة عباس وقصص وكتب لا تعبر عن حقيقة الجرح الفلسطيني، أناشيد وأغاني تطرب الزائر، ومشرفون على الرواق لا يلتفتون إليك، حالهم كحال الموظف المجبر على الجلوس في مكتبه مع أنه لا رغبة له في أداء وظيفته. لا ترى في المعرض غير فلسطين الرسمية، فأين فلسطين الحقيقية ؟ أين فلسطين المقاومة ؟ المشهد الرابع : طفت المعرض أبحث عن كتب متخصصة في مجال محدد، كتب قليلة كأن المغاربة لا يكتبون، مع العلم أن أغلب الجامعات وكل مراكز البحث المغربية لها مجلات وإصدارات، لكن لا وجود لها في هناك. كثرت أروقة العربان مع تفاهة بعضها وقلت حتى كادت تنعدم أروقة العجم، لا أثر لدور نشر دولية. ألا تتوفر وزارة الثقافة على سياسة دعائية فاعلة لجلب العارضين ؟