يجمع العديد من زوار المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، على القيمة الثقافية التي يكتسيها، بالنظر ليس فقط لما يعرضه من كتب حديثة الصدور في مختلف المجالات الفكرية والإبداعية، قادمة من مختلف القارات، بل كذلك لما يتيحه البرنامج الثقافي -سواء ذلك الذي تسطره وزارة الثقافة، أو دور النشر المشاركة- من فرص نادرة للتواصل مع مفكرين وأدباء وتبادل الأفكار معهم، والتقاط صور تذكارية برفقتهم. في هذه الشهادات التي أدلى بها لبيان اليوم نخبة من الكتاب والنقاد والفاعلين الجمعويين، تأكيد على مواقف متباينة من بعض القضايا المرتبطة بهذه التظاهرة الثقافية الدولية السنوية، وتعبير قلق عن وضعية القراءة ببلادنا، وتطلعات بخصوص مستقبل النشر والكتاب. محمد صوف:حبذا لو تحركت التلفزة قليلا نحو الأدباء يؤكد القاص والروائي محمد صوف في التصريح الذي أدلى به لبيان اليوم، على أن "المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء موسم للكِتاب والكُتاب. الإنتاجات تستعصي على العد، حصص التوقيع تقريبا، في كل رواق، الأنشطة لا تتوقف. الزوار يتكاثرون، لا سيما تلاميذ المدارس، بالعين المجردة يمكن القول إن القراءة تنتعش،فهل هذا صحيح؟ الخلاصة أن القارئ على قلته يمكن أن ينعش الكتاب، والمشكل يكمن في طريقة الوصول إليه و اجتذابه، يكفي قليل من الإرادة لحث القارئ على اقتناء الكتاب، مثلا تعدد المعارض في كل المناطق وتعبئة الإعلام المرئي والمسموع أساسا، فالإعلام مقصر في حق الكتاب، ولا يتعدى التغطية كأي حدث. مثلا تستدعي برامج تلفزية الفنانين المعروفين في مجال الغناء ولا تستدعي أديبا واحدا، حبذا لو تحركت التلفزة قليلا نحو الأدباء واستدعتهم بدورهم إلى سهرات وجعلت منهم ضيوف حلقات، كما يحدث في البلاد الأخرى، تكفي الإرادة". إدريس الصغير: تهت وسط أجساد الزائرين يصرح الأديب إدريس الصغير لبيان اليوم حول علاقته بمعرض الكتاب قائلا: "كنت أزور المعرض الدولي للكتاب لأقتني كتبا قد تثير اهتمامي، غير أنني مع مرور السنوات لم أعد مثابرا على فعل ذلك.هذه السنة زرته للمشاركة في ذكرى عبد الرحيم مودن رحمه الله. وهي المرة الثانية فقط التي أشارك فيها ضمن إحدى فعاليات المعرض الثقافية. لا علم لي بما يحدث في هذا الحدث الثقافي السنوي.أحسني بعيدا كل البعد عنه. أحسه غريبا عني كما أنني غريب عنه. كان اليوم يوم أحد. تهت وسط أجساد الزائرين ولم ألتق سوى عدد قليل من الأصدقاء الكتاب. أظن أن أحسن ما يمكن مصادفته في المعرض هو وجوه الأصدقاء الأعزاء..". رضوان أفندي: ما زلنا بعيدين جدا عن اكتساب عادة القراءة الشاعر الزجال رضوان أفندي، يوضح لبيان اليوم، أن علاقته بالمعرض رهينة بضغط الوقت، حيث أن الأنشطة الثقافية الموازية، لا تترك له مجالا أوسع لزيارة مختلف أروقة المعرض "لم يتح لي أن أتجول في أروقة المعرض تحت ضغط الوقت. حضرت فقط دردشة حول علاقة الإبداع بالقراءة، و لقاء مع الناشطة فيروز فوزي التي ألحت علي بالحضور. أنوي القيام بزيارة أخرى متى تسنى لي ذلك واقتناء بعض الكتب". ولهذا الشاعر الزجال نظرة متشائمة حول وضعية القراءة، يقول بهذا الصدد: "الوضعية لا تحتاج إلى إثبات، كساد في تسويق الكتاب، باستثناء الكتب المدرسية، و انحسار مهول في القراءة، أساتذة وأطباء ومهندسون لا يقرؤون، وطلبة لا يقرؤون خارج ما هو مقرر، ما زلنا بعيدين جدا عن اكتساب عادة القراءة كحاجة يومية شبيهة بالحاجة إلى الماء و الهواء..". القاص محمد الزلماطي: موعد سنوي لاختبار قدرتنا على الفعل الثقافي ويعتبر القاص محمد الزلماطي في تصريحه لبيان اليوم، أنه "في السنوات الأخيرة، ومع انتظام دورات المعرض الدولي للكتاب، أصبحت أغلب دور النشر المغربية، والجمعيات التي تهتم أيضاً بنشر الكتاب، تضبط إيقاعات إصداراتها على مواعيد انعقاده. وبدأ الجميع يلاحظ كم الإصدارات الجديدة التي تخرج إلى الوجود كلما اقترب موعد هذا الحدث الثقافي الكبير..". ويضيف مؤكدا أنه "قد لاحظنا ورأينا رأي العين ولمسنا بأيدينا خلال دورة المعرض، هاته هذه الكتب المغربية الجديدة - وخاصة الأدبية منها- الصادرة عن دور نشر مغربية أو عربية في بيروت وعمان والقاهرة ودمشق...، لكن وبالرغم من ارتفاع عدد العناوين المغربية الجديدة، التي تؤشر فعليا على تنامي حركة التأليف والنشر ببلادنا، فإن سؤال شروط النشر وكيفية تعامل دور النشر مع الكاتب تظل نقطة معتمة تحتاج إلى إضاءة، ذلك أن أغلب الكتاب والمبدعين ينشرون كتبهم من مالهم الخاص الذي يقتطعونه من قوتهم اليومي. وبالتالي تغيب دور النشر المغامرة (الثقافة تحتاج إلى رأسمال مغامر وشجاع) التي تراهن على نشر الكتاب وتسويقه طريقا لتحقيق أرباح مادية مشروعة. ناهيك عن أن سياسات دعم نشر الكتاب، على أهميتها تظل محدودة التأثير..". وحول أثمنة بيع الكتب، يرى أنها "تظل مرتفعة مقارنة مع دخل الفئات المقبلة على اقتنائها ( الطلبة والأساتذة والباحثون..)، مما يقلص من أعداد الكتب التي تباع بشكل مباشر لقرائها، ويفتح الباب أمام أرباب المكتبات المنتشرة في أرجاء الوطن لاقتناء طلبياتهم بالجملة أو بنصفها، وهو ما قد يرفع ثمن الكتاب حين بيعه بالتقسيط، وهو ما يزيد من صعوبة شرائه. ثم إن أغلب دور النشر المشاركة في المعرض- حسب ملاحظة وجيهة لأحد الأصدقاء- لا تعلن عن أثمان الكتب في الغلاف الأخير للكتاب، على الأقل كنوع من الشفافية والوضوح، وهو ما يترك المجال مفتوحا أمام نوع من المضاربة في الأثمان.. لتظل شطارة القارئ أو المقتني هي التي تحدد ثمن الكتاب. بل إن هناك عارضين يبيعون كتبهم بالدولار ولا يتورعون في إخراج حاسباتهم لتحويل الأثمان من الدولار إلى الدرهم المغربي، وبالتالي يظل ثمن الكتاب مرهونا بتقلبات سعر الدولار!! بالرغم من كل ما سردناه آنفا من ملاحظات قد تبدو في أغلبها سلبية أو معيبة، فإن ذلك لا يمنع من الاعتراف بأن المعرض الدولي للكتاب يشكل دخولا ثقافيا مغربيا حقيقيا، بالنظر إلى كمية الكتب المغربية الصادرة حديثاً لمناسبة المعرض (ربما)، وبالنظر أيضاً إلى أعداد وقيمة دور النشر الحاضرة في المعرض، وأعداد المثقفين والمفكرين الذين يحضرون فعاليات وأنشطة المعرض، إضافة إلى أعداد الزوار الذين يقبلون عليه من مختلف جهات المغرب، بل ومن الخارج أيضاً. إنه حدث ثقافي مهم، وموعد سنوي لاختبار قدرتنا على الفعل الثقافي إبداعا وتنظيما وإقبالا على " ثمرات المطابع". مصطفى لغتيري: ينبغي الالتفات إلى الكتاب المغربي المنشور خارج الحدود يؤكد الأديب والفاعل الجمعوي في تصريحه لبيان اليوم، على أن "أول ملاحظة إيجابية يمكن تسجيلها على معرض الكتاب لهذه السنة بالإضافة إلى اختيار فلسطين ضيف شرف - ولذلك قيمته الرمزية الكبيرة، خاصة في مرحلتنا الراهنة التي تعيش فيه القضية الفلسطينية مرحلة مفصلية من تاريخها- الاشتغال العقلاني على البرنامج الثقافي الموازي الذي تخلص من الأنشطة الكثيرة، التي تنظم في وقت واحد مما يحرم الجمهور من متابعتها، أما بخصوص التنظيم العام للمعرض فلا يمكن الحكم إلا بعد نهاية المعرض..". ويرى لغتيري من جهة أخرى أن "الإعلان عن اللائحة القصيرة لجائزة الرواية العربية البوكر، منح المعرض قيمة مضافة، خاصة مع تواجد الروائي المغربي أحمد المديني ضمن المرشحين للفوز بهذه الجائزة، والذي نتمنى له كل التوفيق في المراحل النهائية للتتويج". وعن تطلعاته بهذه المناسبة، يقول: "أتمنى أن تكون مناسبة تنظيم المعرض الدولي للكتاب سانحة التفكير في حلول مبتكرة لمعضلة العزوف عن القراءة لدى فئة عريضة من شعبنا، كما يتعين الالتفات إلى الكتاب الذين يطبعون الكتب على نفقتهم من أجل دعمهم باقتناء نسخ من إصداراتهم، كما يتعين الاهتمام بالكتاب المغربي الصادر خارج الحدود، وذلك بتوفيره كمية مناسبة داخل المغرب، كما أتمنى أن تشجع وزارة الثقافة دور النشر المشرقية التي تنشر الإصدارات المغربية من خلال اقتناء نسخ من الكتب التي تنشرها للمغاربة..". عبد الواحد كفيح:فداحة غلاء أثمنة الكتب يعبر الروائي عبد الواحد كفيح في تصريحه لبيان اليوم عن تذمره من الكيفية التي يتم بها تدبير الأنشطة الموازية للمعرض، بالقول: "يطل علينا معرض الكتاب بمشكله القديم الجديد وهو تكريس الوجوه القديمة التي يتم استدعاؤها سواء للاحتفاء بها أو لتنشيط اللقاءات أو تسير الجلسات، وتكريس الحضور الجغرافي للمركز وإغفال الطاقات المبدعة القادمة من أعماق الجيوب المغربية والهامش التي تعد حقيقة رافدا مهما من روافد ثقافتنا المغربية. فغالبا بل دائما ما تخلو لائحة معرض الكتاب من أسماء لها حضور وازن في المشهد الإبداعي المغربي..". وحول موقفه من أثمنة الكتب المعروضة، يقول: "مجرد جولة سريعة في الأروقة، يتضح مدى فداحة غلاء الأثمنة مقارنة -على الأقل- مع السنة الماضية. لا أود الخوض في الدوافع والأسباب والمسببات لهذا الارتفاع في سعر الكتاب، بل ما نستنتجه من هذا هو عدم الإقبال على اقتناء الكتاب وبالتالي انخفاض مستوى المقروئية لدى القارئ العادي، أما المجبولون على قراءة الجديد والمهتمون بالشأن القرائي فيتجرعون الأثمنة على مضض". ويعتبر أن قضية النشر وتوزيع الكتاب "ما تزال في حاجة ترميم بعض من جوانبه، وأنه على وزارة الثقافة إعادة النظر في طريقة دعم الكتاب، لأن الطريقة المتبعة حاليا تبخس الكاتب حقه تحت طائلة الدعم المذكور، لأن الناشر عادة ما يكون هو المستفيد الأول، هذا إذا سلمنا جدلا أن هذا المنتوج روج جيدا ونال حظه من التسويق الإعلامي، ووجد لها موطئ قدم في سوق الكتاب". كمال أخلاقي: تطوير أداء المعرض يمر بالضرورة بتطوير المعارض الجهوية يؤكد الشاعر كمال أخلاقي في تصريحه لبيا اليوم أن المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء "مكسب كبير للثقافة المغربية ودعم لنشر الكتاب والترويج له، وأظن أنه استطاع عبر الدورات العشرين التي راكمها أن يتموقع بشكل جيد ومحترم في مصاف المعارض العربية و الدولية، غير أنني أرى أن تطوير أداء المعرض يمر بالضرورة بتطوير المعارض الجهوية التي ما تزال في حاجة إلى ترتيب وعناية، هذا بالإضافة إلى الحاجة الملحة لجعل المعرض ينفتح على فضاءات خارج الأسوار و الخيام، كالأمسيات الشعرية في المقاهي والحدائق وتقديم الكتاب إلى الأطفال في المدارس ودور الأيتام والمؤسسات السجنية وغيرها..". ليلى مهيدرة:توقيت غير مناسب لتزامنه مع انصرام العطلة وتعتبر القاصة والفاعلة الجمعوية ليلى مهيدرة من جهتها أن "المعرض الدولي للنشر للكتاب، وبكل ما يشكله من قيمة حضارية، يعد حدثا دوليا متفردا، ينعش سوق الكتاب، ويثري المشهد الثقافي بمختلف مجالاته وتنوع اختصاصاته العلمية والأكاديمية، وتحويل المناسبة رغم ضيق الوقت وشساعة المسافات إلى عرس ثقافي حقيقي، يلتقي فيه القارئ بالكاتب والناشر، لكن الأمور هذه السنة لم تكن في المستوى المتوقع، ذلك أن المعرض يبدو فارغا، اللهم إلا من أروقة لا تشبع تطلع الجمهور الباحث عن عنوان ما أو تقنع آخر بما تجود به الرفوف حتى لتبدو الأروقة والتوقيعات محتشمة، إلا من لمة عابرة حضرت لمواكبة صديق، أو لتبارك إصدارا جديدا، والممرات فارغة إلا من بعض الباحثين عن عناوين مدرسية، ولعل الأسباب المنطقية لكل هذا يعود بالأساس إلى التوقيت غير المناسب، وتزامنه مع انصرام العطلة..". مبارك حسني: تداول ذات الأسماء في كل مرة يجعل الإحباط يستبد بالكثير من الكتاب ويرى القاص والناقد السينمائي مبارك حسني في التصريح الذي أدلى به لبيان اليوم، أن هذا المعرض يعد أكبر مراهنة ثقافية، أكبر من كل المواعيد الفنية الأخرى في الموسيقى والسينما مهما علت قيمتها ومستواها، لأن الكتاب هو المرآة، وهو العلامة الدالة على تقدم أمة في التفاصيل الدقيقة وليس فيما يبهر ويشع. في سنواته الأولى عند نهاية الثمانينات وبداية التسعينات كان للمعرض حضور منتظر بقوة، وكان محجا للكل، وكان يعرض كل جديد حقيقي في مجال الآداب والفكر من كتب، ولكن أيضا من مجلات متخصصة، وكان مكانا للقاء وعقد أواصر العلاقات الأدبية. حاليا، يصعب أن تقتني جديد نفائس المطبعات الغربية، ويندر أن تلتقي مسؤولي دور النشر الكبرى، بعد أن تبين أن الكتب ليست ما يُقتنى بالكثرة المرجوة. حين تجد أروقة بيع الكتب المدرسية وبيع كتب الأطفال تزاحم بشدة أروقة الكتاب والإبداع، في مجال مفروض فيه أن يكون للراشدين. حين تحتل ردهات المعرض صفوف أطفال وأحداث قادمين من المدارس أو مصحوبين بالوالدين، همهم تأدية ما يشتريه الأولاد. وحين تجد أن كتب التراث والدين هي ما يحتل واجهة أروقة عديدة مشرقية ومغربية، مما يدل على حالة توجه تيار مجتمعي مسيطر". وحول موقفه من الأنشطة الموازية، يؤكد "تقام الأنشطة الموازية القيمة في قاعات تحمل أسماء أدباء وأعلام، يحضرها القلة القليلة. التوقيعات تحدث هنا وهناك، سواء برعاية وزارة الثقافة أو من اقتراح دور النشر لكتابها. هناك حركية ثقافية لكن تداول ذات الأسماء في كل مرة يجعل الإحباط يستبد بالكثير من الكتاب الذين لا حظ لهم في المساهمة في إشعاع المعرض أكثر. وجود المعرض من وجود كتاب مغاربة وبدون استثناء، بهدف منحه الألق الذي مما زال يبحث عنه باستمرار. طبعا وجه المعرض انعكاس لوجه القراءة والنشر في بلادنا. ما المنتظر حين ينشر أغلب الكتاب على حسابهم الخاص بشكل مباشر أو بشكل مقنع حين يؤسسون دور نشر خاصة وينشرون كتبهم عبرها؟ ما المتوقع حين لا يحضر الكتاب في الفضاء العام، الوسائل النقل العامة، في صالونات الاستقبال بالمنازل، حين لا يتم تشجيع اقتناء الكتاب عند طلب المشورة أو لتنمية الذهن وخاصة للاستمتاع والمتعة لذاتها. الاستثناء دائما موجود لكن الانطباع العام هو انحسار القراءة بشكل كبير في مجتمعنا، بكل أسف". ويتمنى في ختام تصريحه "لو صار المعرض الدولي للكتاب ظاهرة وطنية بالحجم الكبير الذي للمهرجانات. يعد له من قبل، وترصد له الإمكانات الواجبة، ويتم الإعلان له في كل الطبقات ولدى كل الناس مع إيلاء الكتاب التوقير الكبير وإحلاله مكان الضرورة التي لا محيد عنها". نادية يقين: معرض الكتاب ينسينا تماما أننا أمام أزمة قراءة وتؤكد الشاعرة نادية يقين في تصريحها لبيان اليوم أنها تحرص باستمرار على مواكبة وحضور فعاليات معرض الكتاب والنشر بالدرالبيضاء، "إيمانا مني بأنها فرصة جميلة للقاء المباشر بالكتاب و الكًتاب و أيضا بدور النشر. هاته السنة كان لي شرف حضور حفلات توقيع مجموعة من مؤلفات بعض الكتاب المغاربة، في مختلف الاجناس الادبية باللغة العربية و الفرنسية، خصوصا ديوان الشاعرة خديجة الحمراني Bris de Passion ،و ديوان زجل " كية الشمتة" للزجال حسن خيرة/ دون أن ننسى حفلات التوقيع التي عرفها رواق " رابطة كاتبات المغرب" لشاعرات مغربيات مميزات. يبقى أجمل ما شدني في معرض الكتاب و النشر لهاته الدورة هو رواق موظفي الامن الوطني، الذي يشارك للمرة الثانية. لم بالضبط رواق موظفي الامن الوطني؟ سأقول بكل موضوعية ان الرواق كان فرصة للتعرف على إبداع فئة اخرى من المجتمع، فئة لم نكن نعرف انها تبدع في زحمة المسؤولية. رواق يجمع ما بين الفن التشكيلي و الأدب، و أيضا بين العلاقة المباشرة مع المواطن العادي الذي كان مشدودا الى المكتبة الادبية واللوحات التشكيلية لرجال و نساء الأمن". وتضيف في الختام أن "معرض الكتاب بالدارالبيضاء ينسينا تماما أننا أمام أزمة قراءة في المغرب، و يشجع على الانفتاح على الكتاب و دور النشر للكتابة و الابداع و القراءة ايضا". يوسف بورة: مشهد قوافل الزوار الصغار يبعث على التفاؤل بالمستقبل وفي تصريحه لبيان اليوم، يذكر رئيس الجمعية البيضاوية للكتبيين يوسف بورة، أنها "كثيرة هي اللحظات والمشاهد التي تبعت الأمل في النفس كلما عاد أسبوع انعقاد المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء.فهذا الموعد الثقافي يكاد يكون نقطة الضوء الوحيدة في مشهدنا الثقافي القاتم، خصوصا وأنه الحدث الأوحد الذي يستقطب جمهورا عريضا من داخل الوطن وخارجه، خصوصا وأن مكان انعقاده قرب مسجد الحسن الثاني يزيده رونقا وجاذبية. ومن أجمل تلك المشاهد التي يتيحها المعرض مشهد محافل الأطفال واليافعين من تلاميذ المدارس وهم يتجولون بين الأروقة بفرح وانبهار تحت أعين معلميهم ومرافقيهم. مشهد يبعث على التفاؤل بالمستقبل، وخصوصا مستقبل القراءة والمعرفة التي يعرف الجميع ما تعانيه في بلادنا وما تسببه من تأخر عن مواكبة العصر والنهوض بالإبداع والابتكار في شتى الميادين والمجالات. ذلك أن القراءة والمواظبة عليها إن لم تترسخ خلال طفولة الإنسان يكون من الصعب عليه ذلك خلال مرحلة الرشد. لكن مشهد الأطفال الجميل الذين يتمكنون من زيارة المعرض يخفي مشهدا حزينا لمئات الآلاف من أقرانهم لا تتاح لهم نفس الفرصة. وأقصد هنا بالخصوص أطفال الأحياء الهامشية والمدن الصغرى والقرى. فهؤلاء لا يجدون إمكانية التنقل وولوج المعرض، فبالأحرى اقتناء كتب بالنظر لقلة ذات يد أولياء أمورهم. وهناك أيضا أطفال الملاجئ والخيريات الذين يعيشون شبه عزلة تحرمهم من التفتح على العالم وتنمية قدراتهم". وبهذا الصدد يتوجه بندائه إلى "مسؤولي التعليم والداخلية والمنتخبين والمجتمع المدني من أجل التفكير في مبادرات تشاركية لتنظيم زيارات جماعية يقوم بها هؤلاء الأطفال للمعرض الدولي للكتاب لإعطائهم فرصة التقرب من عالم الكتاب والنشر ورؤية مثقفين وأدباء ومسؤولين، وأيضا مواطنين من دول أخرى، ففي ذلك خير عميم للبلاد والعباد".