كشف المعرض الجهوي للكتاب، الذي انطلقت دورته الثالثة يوم الجمعة الماضي بإقليمجرسيف، وتتواصل حتى الخميس المقبل،عن تعطش السكان لمثل هذه التظاهرات الثقافية، التي أتاحت لهم الاختلاط بنخبة من الكتاب والمبدعين في كافة المجالات، عبر أوراش موازية لنشاط المعرض. ويندرج إحياء هذه التظاهرة الثقافية،المنظمة من قبل المديرية الجهوية لوزارة الثقافة، جهة تازةالحسيمةتاونات، وبشراكة مع عمالة الإقليم، تحت شعار "القراءة لأجل تنمية مجتمعية واعية ومتجددة"، في إطار برنامج المديرية للتشجيع على القراءة بجهة تازةالحسيمةتاونات، ونظمت الدورة الأولى للمعرض بتازة، تلتها الدورة الثانية بالحسيمة، ثم الثالثة بجرسيف، ليكون معرض الكتاب فرصة مهمة، لم يسبق له أن احتضن معرضا للكتاب بهذا الحجم. وصرح حسن هرنان، المدير الجهوي للثقافة بالجهة، ل"المغربية"، بأن إقليمجرسيف تفاعل مع التظاهرة في أول يوم للافتتاح، ما أبان عن اهتمام سكان مدينة جرسيف بالشأن الثقافي عموما، وبالكتاب والقراءة على وجه الخصوص، وما يعكس حجم الحاجة إلى مثل هذه التظاهرات الثقافية بإقليم فتي ينحو في اتجاه تنمية اجتماعية وثقافية هادفة، مبنية على رؤية استراتيجية تتوخى تجهيز هذا الإقليم بالبنية التحتية الملائمة لمثل هذه الأنشطة. وأوضح أن "المعرض مناسبة لتجديد التواصل مع سكان الإقليم، خاصة الشباب، إذ أن الفقرات الثقافية للتظاهرة الموازية، التي ينشطها أدباء وباحثون في جميع الميادين والتخصصات، كان الهدف منها بسط ثقافة الحوار، وإشراك الحضور في قضايا اجتماعية وأدبية وفكرية، لتعزيز الرؤية التفاؤلية إزاء المجتمع بصرف النظر عن الإكراهات والمعيقات، ولبسط آخر إنتاجاتهم الثقافية والفكرية من خلال عدد من التوقيعات والأمسيات والندوات". ويضيف هرنان أن تنظيم هذه التظاهرة تحت شعار "القراءة لأجل تنمية مجتمعية واعية ومتجددة" يعتبر دعوة صريحة لانخراط جميع الفاعلين من مؤسسات ومبدعين من أجل الرقي بالقراءة إلى المستوى الذي يليق بها، بجعل الكتاب في متناول القارئ، ماديا ومعنويا، وتقريبه إلى كل الشرائح المجتمعية من خلال الأنشطة الموازية للمعرض. من جهة أخرى، عبر بعض زوار المعرض، ممن تحدثت إليهم "المغربية"، عن سعادتهم بهذه التظاهرة بمدينتهم لأول مرة، واستحسنوا مكونات المعرض في مجمله، ووقفوا عند بعض العارضين، الذين يرون أنهم لبوا انتظاراتهم، من خلال عرض كتب للأطفال بلغات مختلفة وبأشكال جديدة، تراعي أذواق هذه الفئة، كما استحسن الزوار العارضين المؤسساتيين، كمنشورات وزارة الثقافة، ورواق اتحاد كتاب المغرب، والسفارة الأمريكية، والرواق الذي عرض التجربة الإسبانية في مجال ترميم الوثائق والمخطوطات. ومن بين الأنشطة الموازية، التي نالت رضى الزائرين من خلال العدد الكبير الذي حج لمعاينتها، معرض المخطوطات بإقليمجرسيف عموما، التي ستشكل أرضية للتعاون المغربي الإسباني، قصد ترميمها ورد الاعتبار إليها بشراكة مع معهد الترميم بمدينة "فالينسيا" بإسبانيا. وفي إطار التعاون الثقافي بين وزارة الثقافة المغربية والسفارة المصرية بالرباط، نظم المعرض المصري لتحف الفرعون توت عنخ آمون، بحيث ترك صدى طيبا لدى السكان، الذين توافدوا بكثرة من أجل اكتشاف أسرار كنوز هذا الفرعون حسب ما ترويه التحف المميزة المعروضة برواق دار الثقافة بجرسيف. ومن أبرز أنشطة البرنامج الموازي لفعاليات المعرض الجهوي للكتاب بجرسيف، توقيع ديوان الشاعرة صباح الدبي "سدرة المنتهى"، مع أمسية شعرية أحياها عدد من الشاعرات والشعراء المغاربة، السبت الماضي. كما سيكون للزوار لقاء مع المخرج المسرحي محمد بلهيسي، لتوقيع نصه المسرحي "المنسي"، كما سيجري تنظيم ندوة وطنية حول "القراءة/ الكتاب في زمن التكنولوجيا والوسائطية"، بمشاركة محمد شويكة، وإبراهيم عمري، ومحمد الفشتالي وعبد السلام الفيزازي، وبوجمعة العوفي. كما تنظم ندوة وطنية أخرى بعنوان "الكتاب المغربي، قضايا النشر وسياقة القراءة"، بمشاركة جمال بوطيب وإدريس الذهبي، وسلام إدريسو.