تعيش مدينة الحسيمة فعاليات المعرض الجهوي للكتاب، في دورته الثانية لجهة تازةالحسيمة تاونات، بعدما جرى افتتاحه أول أمس الأحد في أجواء احتفالية وثقافية تعكس انسجام السكان مع هذه التظاهرة التي تنظم من 22 إلى27 شتنبر الجاري، تحت شعار "القراءة لأجل تنمية مجتمعية واعية ومتجددة". جانب من التظاهرة يأتي تنظيم المعرض في إطار سياسة القرب التي تنهجها وزارة الثقافية الرامية إلى خلق استراتيجية وطنية لدعم القراءة العمومية وترويج الكتاب الجهوي للكتاب بالحسيمة. وتنظم هذه التظاهرة الثقافية من قبل المديرية الجهوية لوزارة الثقافة لجهة تازةالحسيمة تاونات، وبدعم من مديرية الكتاب والخزانات والمحفوظات، وبتعاون مع ولاية جهة تازةالحسيمة تاونات ومجلس الجهة، والمجلس البلدي لمدينة الحسيمة. وصرح حسن هرنان، المدير الجهوي لوزارة الثقافة، جهة تازةالحسيمة تاونات، ل"المغربية"، أن تنظيم المعرض يأتي بالتناوب على أقاليم الجهة، فبعدما حظيت تازة بشرف تنظيمه السنة الماضية فإن الحسيمة هذه السنة تتعرف على خصوصيات هذا النوع من التظاهرات الثقافية والمعرفية، عبر ترويج الكتب للجمهور القارئ بالحسيمة، بمختلف الفئات العمرية وتوجهاتها العلمية والأدبية، قصد فتح جسور تواصل بينه وبين باقي الجهات والأقاليم المغربية، اعتبارا إلى أن الكتاب هو نبراس ينير المعارف والتوجهات ويصقل المواهب، وصلة وصل بين الشمال والجنوب والشرق والغرب، حتى يكون المجتمع المغربي مجتمعا قارئا وملما ومنفتحا على جميع العلوم والثقافات. وأضاف هرنان، خلال معرض حديثه، أن المعرض لا يغفل إعطاء الأولوية للكتاب المغربي بالجهة، وكل ما يهم طبعه ونشره وتسويقه بتعزيز لقاءات مع مختصين في المجال وبمشاركة المبدعين والكتاب، لبحث المشاكل التي يواجهها الكتاب في هذا الجانب. من جهة أخرى، عاينت "المغربية" خلال تجولها لأرجاء المعرض الهيكلة التي أقيمت عليها أروقته، حيث مُنحت مساحة مهمة منه لعرض كتب الأطفال بإخراج معزز بالألوان والرسومات والبيانات للتحفيز عليها، وبمضامين هادفة للتشجيع على القراءة. في السياق ذاته، أصدرت المديرية الجهوية لوزارة الثقافة، جهة تازة الحسمية تاونات، بلاغا ترد فيه أن المديرية بإيعاز من وزارة الثقافة، تسعى عبر المعرض إلى المساهمة في خلق دينامية اقتصادية خاصة بالكتاب، وصناعته وتسويقه، وكذا التخطيط لخلق تقاليد عامة بسوق الكتاب المغربي، فضلا عن أن المعرض يعد مناسبة لتلاقي القراء بكتابهم ومبدعيهم، وأيضا لتلاقي الكتاب والمثقفين في ما بينهم وإبراز خصوصيات تجاربهم المختلفة وتبادل الرأي حولها. كما أن المعرض يروم إلى دعم القراءة العمومية من خلال الترويج للكتاب بفضاءات القراءة كالخزانات العمومية والجامعية والمدرسية، وخلق نقط جديدة للقراءة، مثل التفكير في خلق نواد للقراءة ومقاه أدبية وقوافل للكتاب تتيح الفرصة لتقريب الكتاب من أكبر عدد ممكن من المستفيدين حتى بالمناطق النائية، حسب ما جاء في نص بلاغ المديرية. من جهة أخرى، يحرص المعرض على تنظيم أنشطة موازية ثقافية، تندرج ضمن السياق العام لشعاره وبرنامجه عبر الندوات والمحاضرات والتوقيعات لآخر الإصدارات لكتاب ومبدعين من أبناء الجهة، إضافة إلى قراءات شعرية وقصصية، وموائد مستديرة ولقاءات صحفية حول موضوعات القراءة والكتاب والنشر. وجاء المعرض الذي شيدت أروقته بساحة محمد السادس بالحسيمة، في شكل فضاء ثقافي مفتوح للعموم، مدعم بأعداد كبيرة من الكتب وأنواع مختلفة من التخصصات والمجالات، لإرضاء جميع الميولات الفكرية والمعرفية، ولزرع الثقة في أن الكتاب والمبدعين يسخرون إنتاجاتهم الأدبية والعلمية لفائدة القراء على اختلاف أعمارهم، حتى يبقى المجتمع المغربي، مجتمعا مقبلا على القراءة عبر الكتاب في سياق غزارة الكتابات وتطور المعارف والتكنولوجيات. في الإطار ذاته، تيمز اليوم الأول من المعرض بمحاضرة افتتاحية، من تقديم حمداتي شبيهانا ما العينين، حول كتاب بداية المجتهد ونهاية المقتصد لابن رشد الحفيد، في حين شهد اليوم الثاني ورشة تكوينية لفائدة الأطفال "الصباغة والرسم والحكاية"، وورشة أخرى في "صناعة القناع ولعب الممثل"، وحفل تقديم وتوقيع كتاب "محمد بن عبد الكريم والكفاح من أجل الاستقلال". يشار إلى أن المديرية الجهوية لوزارة الثقافة، جهة تازةالحسيمة تاونات، بدعم من وزارة الثقافة، تؤثث عبر معارضها الجهوية في مختلق أقاليم الجهة، إلى خلق لبنة قوية، من أجل إنتاجية أدبية مميزة ونشر معرفة واسعة، إلى جانب الكشف عن الغنى الثقافي بمختلف الأقاليم والمناطق على صعيد المملكة، خاصة أن سياسة المعارض تكمن في إبراز الخصوصيات الثقافية للجهات وفرصة لفتح مجال أكبر أمام الفاعلين الثقافيين والمهتمين بصناعة الكتاب وتسويقه وكذا العاملين بمجال الخزانات والمكتبات بمختلف الجهات، وفق ما أورده بلاغ المديرية.