افتتحت اليوم السبت بتطوان فعاليات الملتقى الأول للخبراء والباحثين الشباب بتطوان، المنظمة من طرف جماعة تطوان ومؤسسات شريكة تحت شعار "الخبرة والبحث في خدمة التنمية المحلية". وأكد رئيس جماعة تطوان محمد ايدعمار بالمناسبة أن انعقاد هذا الملتقى، الذي يسعى إلى تشبيك الخبرات المحلية والجهوية والوطنية لمواكبة مسار التنمية بالمنطقة، يأتي للتفاعل مع الإرادة الملكية السامية والمبادرات التنموية الرائدة على امتداد عقد ونصف في جعل جهة الشمال مفتوحة على الأوراش الكبرى وقاطرة حقيقية من قاطرات للتنمية الاقتصادية والبشرية الشاملة. وأضاف أن هذا الملتقى، الذي تحضره فعاليات علمية وأكاديمية واقتصادية من مختلف مناطق المغرب وكذا من فرنسا والولايات المتحدة وإسبانيا وغيرها، ينسجم كذلك مع مقتضيات وفلسفة دستور 2011 في مجال النهوض بالأوضاع الاقتصادية وبالقدرات التدبيرية للموارد البشرية وبالبحث العلمي، وكذلك مع القوانين المنظمة للجماعات والاختصاصات المخولة لها لتدبير الشأن العام وتجويد الخدمات الموجهة لكل المرتفقين وتعزيز الإهتمام بالتراث اللامادي والكفاءات. ومن جهته، قال رئيس جامعة عبد المالك السعدي حذيفة أمزيان أن ربح رهان التنمية المستدامة رهين بمدى الاستفادة القصوى من الخبرات العلمية وتوفير شروط البحث العلمي، وكذا بإدماج الشباب في سيرورة التطور المجتمعي في أبعاده التربوية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية، ومواكبة الإقلاع الاقتصادي الذي يعرف طفرة نوعية في عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأبرز أن الخبرة والبحث العلميين لا تكمن أهميتهما فقط في استقراء الآفاق المستقبلية وانتاج الأفكار لمختلف القضايا المجتمعية، بل وتمكن أيضا في خلق الثروة وارساء قواعد التدبير الحكيم للشأن العام وضمان الاستمرارية للتنمية وجدوى المشاريع الكبرى المهيكلة، مؤكدا أن الخبرة والبحث العلمي والتناغم بين المؤسسات الاقتصادية والتدبيرية والجامعة تشكل ايضا مدخلا اساسيا لإبداع الحلول لمختلف الاشكالات التنموية في مختلف المجالات والقطاعات الحيوية. وفي نفس السياق، أكد نائب رئيس مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة محمد الملاحي أن القواعد العلمية والخبراتية تمنح المغرب التميز في تحقيق العديد من المشاريع النوعية، مما جعل من المغرب نموذجا يقتدى به اقليميا وقاريا في تثمين موارده البشرية والاستفادة من الرأسمال البشري، معتبرا أن النخبة العالمة والمثقفة على مجالات اهتمامها، تعد القاطرة الاساسية لتمكين المجتمع من الانخراط الفعلي والعملي في مسار التنمية المستدامة. واعتبر مدير الحوض المائي اللوكوس عبد الحميد عبد الفاضل، في كلمة نيابة عن الوزيرة المنتدبة المكلفة بالماء السيدة شرفات افيلال، أن تحقيق التنمية الشاملة لن يتأتى الا بتكثيف جهود كل المتدخلين في تدبير الشأن العام والمكونات المؤسساتية والعلمية والاكاديمية مع الحرص على الالتقائية والتواصل للنهل من كل الامكانات العلمية والفكرية الضرورية ،بهدف تنزيل المخططات والاستراتيجيات ومواكبة الزمن التنموي الرائد الذي يعيش على ايقاعه المغرب والاحاطة بكل متطلبات التنمية الانية والمستقبلية. وحسب منسق الفعالية احمد بوخبزة، فإن الملتقى الأول للخبراء والباحثين الشباب يروم حشد جهود كافة الخبراء والباحثين والمهندسين والمثقفين، المؤهلين تأهيلا عاليا، و مأسسة هذه الجهود، لجعلها قوة اقتراحية وفعلية تساهم في الارتقاء بالمشاريع والمخططات التنموية الاستراتيجية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، التي بلورتها جماعة تطوان في مخططها التنموي الخماسي 2016/2021. وتم بالمناسبة عرض بعض التجارب المتميزة على المستوى الوطني والدولي في مجال مأسسة العلاقة بين البحث والتنمية المحلية ،وعرض مشروع برنامج عمل جماعة تطوان 2016/2021، و بسط راهن البحث العلمي بجهة طنجةتطوانالحسيمة. ويتضمن برنامج الملتقى، الذي سيختتم يوم غد الأحد، تنظيم الجمع العام التأسيسي لمؤسسة منتدى تطوان للخبراء والباحثين الشباب والمصادقة على مساطر هياكل انتخاب المؤسسة و القانون الأساسي لها وانتخاب رئيس المؤسسة ومكتبها المسير. كما يحتوي برنامج الملتقى على ورشات ستلامس "التنمية المستدامة وتثمين التراث اللامادي" و "تشجيع الاستثمار وتشغيل الشباب" و "البنيات التحتية وتسويق المدينة"، وزيارات مؤطرة لبعض متاحف مدينة تطوان، كمتحف لوقاش ومتحف الحركة الوطنية والمتحف الإيثنوغرافي ومتحف الفن الحديث. وستتمخض عن الملتقى توصيات من شأنها أن تسلط الضوء على الامكانات التي تزخر بها منطقة تطوان الكبرى، الإقتصادية والمجالية والجغرافية، واستعراض الآفاق التنموية والحلول الناجعة لإرساء نموذج تنموي محلي مبني على العلم والمعرفة، وضمان انخراط الكفاءات العلمية في صياغة المشروع التنموي للمنطقة.