بقلم: الطاهر أنسي قد فهمنا أن العلاقات المغربية الأوروبية مبنية أساسا على تبادل الإعتمادات، فكل طرف سياسي يبحث عن مصلحة بلاده بما يؤثر إيجابا على حياة المواطنين، لكن فهمنا أصيب هذه المرة بشلل نصفي، فكيف يقبل قادة 40 مليون مغربي استيراد أكثر من 2500 طن من نفايات ايطاليا لتنمية قطاع خاص يسيروه ايطاليون ولا يأبهون لبيئتنا، بقدر ما يهمهم نصيبهم من المال العام الوطني، وإذا كانت هذه الأزبال كما يقول الإعلام الرسمي غير ضارة ف " يخليو ليهم زبلهم عندهم" فالمغرب ليس مزبلة، وقد سبق لمحكمة العدل الأوروبية أن عاقبت ايطاليا سنة 2014 بسبب هذه النفايات المستوردة. شركة اسمنت المغرب، شركة خاصة حصة الايطاليون فيها 51% تستفيد من امتيازات كبيرة أهمها الحماية الأمنية، ونحن كمدافعين عن البيئة وقفنا في وجه هذه الشركة وحلفائها بغابة الاركان بامسكرود أكادير، حيث ترهب السكان وتبتزهم وتستخرج الكلس وتدمر شجرة الاركان دون حسيب أو رقيب، واعتقل 3 منخرطين بالنقابة من الشباب أصحاب الحق في غابة الأركان، وإذ نسائل المنتظم الوطني المغربي وفعاليات المجتمع المدني عن مبررات هذا الفعل الذي نجده إجراميا، فإننا نتساءل عن رهانات الدولة في العلاقة مع المؤتمر العالمي للمناخ cop22 وعن السياسات البيئية وعن مشاركة السكان في تدبير الشأن العام المحلي، ونجزم كنقابة وطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين أن مثل هذه الخطوة في دولة ديمقراطية تكلف إسقاط أو إقالة حكومة بسلاح مجتمع مدني مستقل ومسؤول. ونطالب كمجتمع مدني بفتح تحقيق رسمي متعدد الفاعلين حول مكونات هذه المواد المستوردة ومن يستفيد منها، وكيف تؤثر على البيئة وعلى السكان وما الفائدة الاقتصادية من استيرادها؟ * رئيس النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين