بالموازاة مع الوضع الكارثي الذي باتت تعرفه غابة أمسكرود، التي تعتبر من أكبر المجالات الحيوية بجهة سوس ماسة درعة، جراء الاستنزاف المفرط الذي تسببه استثمارات شركة ''مغربية'' تستفيد من عائداتها شركات أجنبية، كشركة "لافارج" الفرنسية، المستأثرة بحصة مهمة، إلى جانب الشركة السويسريَّة "هولسِيم"، والشركة الإيطاليَّة" Italcementi"، تقتسمُ السوق مع المجموعة المغربية "إسمنت الأطلس"، يعم صمت مخيف من طرف المؤسسات المغربية المعنية مع أن الكل يدرك خطورة هذا الوضع الذي يشكل خطرا حقيقيا على مستقبل الفضاءات الإيكولوجيا والأمن الغذائي بالمغرب الذي يتفرد بشجرة الأركان والتي أصبحت ذات أهمية بالغة في السوق الدولية. أركان الذي يندرج ضمن الثرات العالمي الإنساني، يتعرض منذ أزيد من سنتين لاجتثاث وحشي، وهو التفسير الوحيد الذي نفسر به تقلص حجم الفضاء الغابوي والبيئي لأركان، إذ كان المغرب يتوفر على 21 مليون شجرة في بداية السبعينات، واليوم نجد أقل من النصف بكثير، أي ما بين 7 و 8 مليون شجرة على أقصى تقدير، مما يعني أن الفاعلين المؤسساتين المغاربة لا يولون أهمية كبرى لأركان وللغابة رغم أهميتهما في خلق التوازنات البيئية، في ظل ما يعانيه العالم من تقلبات مناخية تهدد الوجود البشري، بقدر الأهمية التي يولونها لحصصهم المالية من الاستثمار، وعلى رأسهم المندوبية السامية للمياه والغابات التي تفوت بدون سند قانوني عقود استنزاف خيرات الغابة لمدة جد طويلة. والجدير بالذكر أن المجال الغابوي بأمسكرود هو ملك لقبيلتي قسيمة ومسكينة برسم ظهير 18 فبراير 1933 المنشور بالجريدة الرسمية 804 ص 807-808-809 بتاريخ 20 مارس 1928 وهي موضوع المطالبة بالحق المدني لساكنة أمسكرود بالمحكمة ابتدائيا واستئنافيا باكادير. وتبقى الكارثة البيئية التي تعيشها غابة أمسكرود مسؤولية السلطات الولائية التي تضعه قواتها الامنية رهن إشارة تلك الشركة وأيضا الجماعة الترابية بأمسكرود التي تنتظر الغنى الفاحش من أراضي القبائل، والمسؤولية الكبرى ملقاة على عاتق مندوبية المياه والغابات ومحاربة التصحر التي تدعى ملكية تلك الأراضي التي من حقوق نسبة كبيرة من ساكنة أكادير. ونطالب الهيئات المدنية والسياسية الوطنية والدولية المدافعة على المحافظة على البيئة من أجل التضامن أولا مع غابة أمسكرود التي ستبقى أطلالا بعد أقل من سنتين وثانيا مع الفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين بتوزونين المطالبين بحقوقهم البيئية وحقهم في حماية شجرة أركان التي تشكل مورد عيشهم.