أحيل اليوم على وكيل الملك بابتدائية أكادير معتقلين اثنين من دوار توزينين بأمسكرود على خلفية دخول شركة مقالع الإسمنت فجرا مدعومة بقوات الدرك الملكي والقوات المساعدة، وعشرات الأفراد من الأمن الخاص من اجل حماية شركة تستخلص مادة الإسمنت من مقلع داخل أراضي غابوية بأمسكرود. السكان يعتبرون «أن هذه الأراضي في ملكيتهم، وأن المحكمة قالت كلمتها لصالحهم وأن السلطات تتحدى القانون»، فوفرت التغطية لشركة الإسمنت بأكادير ودخلت فجرا لتستأنف أشغال الحفر، ومعه تقوم باجتثات أشجار الأركان التي ينتفع منها الناس بموجب مجموعة من الظهائر الملكية. السكان خاضوا اعتصامات طويلة الأمد مدعومين بجمعيات مدنية ونقابة الفلاحين الصغار، وبعد التدخل الليلي للشركة مسنودة بمئات من رجال القوة العمومية قام السكان بوقفة احتجاجية يوم الإثنين الأخير احتجاجا على ما وصفوه ب «هجوم اسمنت المغرب بأكادير على أراضيهم، وما سيليه من أعمال حفر وقلع لمئات الهكتارات من الأركان» كما نددوا باعتقال مواطنين، وإحالة آخرين على المستشفى. النقابة الوطنية لصغار الفلاحين راسلت الديوان الملكي لإطلاعه بما تتعرض إليه غابة الأركان، سيما أن الظهائر الملكية التي تعود للمغفور له محمد الخامس تعطي حق الاستغلال والانتفاع للسكان، كما راسل رئيس نقابة الفلاحين الطاهر أنسي منظمة اليونيسكو التي تسهر على حماية الثرات الإنساني، للتحسيس بأهمية شجر الأركان الذي سيتعرض للقطع، وأضاف رئيس النقابة أن اهيئته منشغلة بما تتعرض هذه الشجرة من مجازر، ووجه في هذا الغطار رسالة إلى وزير الداخلية من أجل “إعمال الشرطة البيئية ورفع الحصار الأمني على الفلاحين والمهنيين الغابويين بأمسكرود” وطالب وزير الفلاحة والصيد البحري ب” تفعيل مضامين مخطط المغرب الأخضر” ونبه في مراسلة المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر إلى ” ضروة حماية الفرشة المائية وحماية شجرة أركان من جميع أنواع الاستعمالات البشرية التي تتطلب القطع.