يبدو أن الاضطربات والانتفاضات، والثورات التي تعيشها مجموعة من الدول العربية في الشهور والأسابيع الأخيرة، قد حولت وجهة المشاهد المغربي نحو القنوات الفضائية الأجنبية لتتبع آخر الأخبار والمستجدات التي تفرزها يوميا معطيات الواقع الجديد بالعديد من الدول العربية الذي يتسم بالتشنج وعدم الوضوح.. فقد سجل تقرير «ماروك ميتري»، المؤسسة الإحصائية لمتابعات المشاهدين المغاربة التلفزيونية، لشهر فبراير الأخير، أن القنوات الأجنبية الفضائية - ولعلها القنوات الإخبارية من قبيل «الجزيرة»، العربية»، البي بي سي العربية»، «فرانس 24».. وكذا شبكة قنوات «إم بي سي» ومسلسلاتها التركية المسرسلة.. - استحوذت على النصيب الأكبر من مشاهدات المغاربة التلفزيونية، يكاد يكون غير مسبوق خلال تاريخ الرصد والإحصاء التلفزيوني مغربيا، إذ بلغ هذا الاستحواذ حوالي 63.8 % من مجموع المشاهدات الشهرية، في حين تمكنت القناة الثانية (دوزيم) من تحقيق سوى 20.6% و قناة «الأولى» حوالي 11.5% ، وقناة المغربية 1.9%، أما بقية القنوات الفضائية المغربية ( الرياضية، الأفلام، الأمازيغية، السادسة، الرابعة، ميدي 1 تي في) فجلبت 2.1% فقط من أنظار المشاهدين.، علما أن العملية الإحصائية استهدفت المشاهدين البالغين خمس سنوات فما فوق، الذين كان متوسط متابعاتهم للبرامج التلفزيونة خلال شهر فبراير الماضي - موضوع التقرير - ثابتا كبقية الشهور الماضية، أي في ثلاث ساعات و27 دقيقة يوميا، مع تسجيل تفاوت، يكاد يكون واضحا، في المناطق، هدف الإحصاء، والشرائح العمرية والجنسية (نساء و رجال). مثلما هو الأمر في الجهة الأطلسية التي مركزت القنوات الأجنبية في المقدمة بحوالي 60.8% متبوعة بالقناة الثانية بحوالي 24.1 % و «الأولى» بحوالي 12.6 % ، و الفضائيات المغربية بحوالي 1.4 % و أخير «المغربية» ب 1.1 %. وكذلك المناطق الوسطى التي أعطت الأفضلية للفضائيات الأجنبية و العربية بحوالي 62.9%، متبوعة دائما بالقناة الثانية بحوالي 20% ، «الأولى» ب حوالي 13.1% و «المغربية» 2.2% وأخير بقية الفضائيات المغربية بحوالي 1.7 % ، وأيضا المنطقة الشمالية التي رفعت من مؤشر متابعة الفضائيات الدولية إلى فوق، وبكثير، بحوالي 70.3% تليها قناة «دزويم»، القناة الأكثر متابعة مغربيا، بحوالي 16.4% ، بعدها مباشرة تأتي قناة «الأولى» التي انخفض مؤشر متابعتها إلى 9.4 % ، فقناة «المغربية» رابعا ب 2.1 % ،أخيرا حزمة الفضائيات المغربية الأخرى 1.7%، و الأمر، تقريبا، نفسه ينطبق على المنطقة الجنوبية، حيث تمركزت القنوات الفضائية الأجنبية في رأس قائمة مشاهدات المغاربة بتسجيلها حوالي 66.6%، تبعتها القناة الثانية بحوالي 16.4%، فقناة «الأولى» ب 8 % ثم «المغربية» ب3.5 % و القنوات المغربية الأخرى الذي تحسن مؤشرها، وبشكل استثنائي في التقرير إلى 5.5%. التكريس و التفاوت يتم تسجيله، أيضا، على مستوى مشاهدات المناطق الحضرية و الريفية، إذ كشف التقرير المذكور أن الوسط الأول ( الحضري) أعطى الأولوية لمتابعة لبرامج القنوات الأجنبية، 68.4% فيما تمركزت بقية القنوات المغربية على الشكل التالي: «دوزيم» (19.2%)، «الأولى» (9.1%)، «المغربية» (1.6%)، و بقية القنوات المغربية (1.7%). أما الوسط القروي فكانت متابعاته لبرامج القناتين الوطنيتين الرئيسيتين أكثرا تقديرا ، بالرغم من احتلال القنوات الفضائية الأجنبية موقع الصدراة بحوالي 55.5%، حيث ارتفع سهم المتابعة ل«الدوزيم» إلى حوالي 23.3 % ، و«الأولى» إلى 16.2% مع تسجيل أن «المغربية» حققت حوالي 2.4% و بقية القنوات المغربية الأخرى2.6%. وفي سياق متابعة المشاهدين المغاربة للبرامج «الوطنية» (الطوب 10/ أفضل عشرة برامج متابعة ) سواء بالنسبة لقناة «الأولى» أو الثانية»، فقد تم تسجيل وفاء المشاهد المغربي لبعض البرامج ، خصوصا الدرامية منها، حيث احتل برنامج «مداولة» في «الأولى» موقع الصدارة بتحقيقه (3687.000 متابعة ليلة الأحد 8 فبراير) تبعته سلسلة «من لدار لدار» (3525.000 ليلة الخميس 3فبراير)، والفيلم القصير «طفل القمامة» (3418.000ليلة الأربعاء 2فبراير) و الفيلم القصيرو أيضا «أولاد الشمس» ( 3396.000 ليلة الأبعاء 2 فبراير).. وبالنسبة للقناة الثانية ( دوزيم) تموقع على رأس قائمة ( الطوب 10) البرنامج الاجتماعي «الخيط الأبيض» بتسجيله (46.45.000 مشاهدة ليلة الآثنين 31 يناير الماضي)، وفي المركز الثاني المسلسل التركي «رماد الحب» ( 44.97.000 ليلة الاثنين 31. يناير)، ثالثا البرنامج الاجتماعي «أخطر المجرمين، حلقة بوصمة» (4476.000 ليلة الثلاثاء 22 فبراير) واربعا المسلسل المكسيكي «بابي ريكي» (4404.000 ليلة الاثنين 31 يناير الماضي»