يبدو أن التغييرات التي أدخلت على قناة ميدي آن» في الشهور الأخيرة، سواء على مستوى الشعار الذي تحول من «ميدي آن سات» إلى «ميدي آن تي ڤي»، أو على مستوى استحداث برامج جديدة، وثائقية، إخبارية وحوارية.. بهدف استقطاب أنظار المشاهد المغربي إلى القناة من خلال ملامسة قضايا قرب تستأثر باهتمامه لم يشفع لها بعد في تحقيق نسب المشاهدة المرجوة. فقد كشف تقرير «ماروك ميتري» الشهري الأخير (نونبر) في هذا الإطار أن القناة «الإخبارية» المغربية لم تحصل بعد على صفة القناة «القوية» ذات النسبة المئوية المحترمة من المتابعة، إذا مازالت، بالرغم من التغييرات المذكورة والمستجدات البرامجية التي يحتاج بعضها أكثر من وقفة بالنظر لتميز إعدادها ومقاربتها ومعالجتها للقضايا المتناولة..، مازالت تدخل في خانة «القنوات المغربية الأخرى» ( autres chaines marocaines)، ما يعني أن «ميدي آن تي. ڤي» لم تستطع بعد تحقيق أكثر من اثنين من في المئة من نسبة المشاهدة كما هو حال قناة «الرابعة»، «السابعة» (قناة الأفلام)، «السادسة»، «الأمازيغية»، «الرياضية».. وخلاف حال قنوات «دوزيم»، «الأولى»، و«المغربية»، بالإضافة إلى مجموعة من القنوات الفضائية، خصوصا العربية منها التي مازالت تسجل متابعة يومية كبيرة من قبل المشاهد المغربي. في هذا السياق يمكن القول، وحسب ما رصدته «ماروك ميتري» المؤسسة الإحصائية المختصة في تتبع نسب المشاهدة التلفزيونية بالمغرب، في تقريرها الأخير، وفي التقارير الشهرية الماضية (2010) ، فإن المشاهدين المغاربة، بمختلف شرائحهم العمرية والجنسية، وتنوع جهات استطلاعهم آرائهم بالمملكة .. لازالوا أوفياء لمشاهداتهم التلفزيونية سواء على مستوى مدة المتابعة التي تقارب في المتوسط الثلاث ساعات والنصف ساعة (3 س، و27 دقيقة)، أو على مستوى الأولوية في القنوات التلفزيونية لديه، حيث تستحوذ القنوات الفضائية على حصة الأسد من فترة المشاهدة بنسبة تترواح بين 50% و 60 %، تليها مباشرة القناة الثانية ( دوزيم)، ثم قناة «الأولى»، ف «المغربية»، وأخيرا القنوات المغربية الأخرى بما فيها «ميدي آن تي ڤي». بل إن تقرير نونبر (2010)، مقارنة بتقرير نونبر( 2009 )، قد كرس هذه التراتبية بإعطاء تفوق كبير للقنوات الفضائية الأجنبية باستحواذها على 65.9 من نسب المشاهدة مقابل 57.9 سنة 2009، والأمر نفسة بالنسبة للقناة الثانية التي حققت تقدما بأكثر من درجتين 18.9% (نونبر2010 ) مقابل 16.2 % ( نونبر 2009)، مع تسجيل انخفاض بالنسبة لقناة «الأولى» 10.4% ( نونبر 2010) مقابل 18.8% ( نونبر 2009)، وقناة «المغربية» 3% ( نونبر 2010) مقابل 4.4 % ( نونبر 2009)، والقنوات المغربية الأخرى، أيضا، 1.7% ( نونبر 2010) مقابل 2.8 % ( نونبر 2099). وحول طبيعة البرامج الأكثر متابعة من قبل المشاهد المغربي كشف التقرير ذاته أن الأعمال الدارمية الوطنية مازالت أيضا تحتل الريادة في معظم القنوات التلفزيونية المحلية والفضائية مع تسجيل استثناءات قليلة جدا تهم برامج مناسبتية فنية وإخبارية، ومن ثمة فقد ظل برنامج «مداولة» يحظى بأكبر نسبة متابعة بالقناة الأولى (2729000 مشاهد)، تليه كل من نشرة الأخبار المؤخرة بالجمعة 12 / 11 / 2010 (2634000)، المسلسل الاجتماعي «من دار لدار» (2602000)، سهرة منوعات الخاصة بذكرى المسيرة الخضراء (2271000)، وبرنامج خاص عن المسيرة الخضراء (2226000). وبالنسبة لقناة الثانية تصدر المسلسل المكسيكي «ديابلو» القائمة بتسجيله (4529000 متابعة في ذات اللحظة)، يليه المسلسل التركي «رماد الحب» ب (3317000)، والمسلسل المكسيكي «بابي ريكي» ب(3014000) ثم الفيلم التلفزيوني المغربي « أحلام مؤجلة» ب( 2914000).