أكلات شعبية يفضلها الفقراء والأغنياء في الفصول الباردة بعض من المأكولات المغربية الشعبية لازالت حاضرة بكل ثقلها برغم مظاهر الهيمنة الواسعة لزمن فطائرالبيدزا وشطائرالهامبورغر والشاورما، ومنها "البيصارة" او"تالخشا" كما يسميها بعض المغاربة في مناطق الحوز وسوس، وهي اكلة شعبية تهيأ من الفول اليابس بعد سلقه في الماء وطحنه في طنجرة طينية يظاف إليها بعد طهيها زيت الزيتون والكمون والفلفل الحار مع خبز الشعير فتاخد ساخنة من القدر من فوق المجمر، و هي توفر سعيرات حرارية لمقاومة برودة فصل الشتاء، فكان ابائنا واجدادنا يفطرون بها قبل الذهاب الى أعمالهم. كلنا يقبل في مثل هذه الفصول الباردة على تناول الوجبات الساخنة التي تمنح الجسم الطاقة اللازمة بشكل مختلف عن باقي فصول السنة، فمن بين الوجبات التي يعشقها المغاربة في هذه الفصول وتمنحهم طاقة تدرء عنهم البرد القارس. "البيصارة" او "البيصر" او" تالخشا" هي من أشهر الأكلات الشعبية في المغرب، تتميز باختلاف نسبي في مواد تحضيرها من منطقة إلى أخرى لكنها تقوم في أساسها على طحين الفول الممزوج بالتوابل كالفلفل والثوم وتقدم في انية طينية تدعى"زلايف" بعد إضافة زيت الزيتون لها، وقد ظلت البصارة أكلة شعبية مفضلة لدى مختلف الشرائح والطبقات الإجتماعية، حتى انها باتت تقدم ضمن لوائح الوجبات في المطاعم المصنفة ومطاعم الفنادق. وعلى الرغم من أن "البيصارة" طعام الأغنياء والفقراء على حد سواء، فهي تبقى أكثر انتشارا وسط الطبقات الفقيرة، ولا تخلو مدينة من المدن المغربية أو قرية من بائع أو بائعة للبيصارة، ويزداد الإقبال عليها في أيام فصل الشتاء الذي تطبعه موجات البرد القارس والإنخفاض الشديد في درجات الحرارة ، إذ يتناولها بعض عشاقها مضاف اليها زيت زيتون، وتقدم ساخنة مع خبز الشعير أو القمح او بدونهما سواء في وجبة الغداء أو العشاء، بينما السواد الأعظم من المغاربة يفضلون تناولها في وجبة الفطور. يحضر المغاربة "البيصارة" من الفول اليابس مضاف اليه الثوم وزيت الزيتون والكمون، وهي وجبة رخيصة و لا تكلف كثيرا، إذ ان ثمن الكيلو الواحد من الفول اليابس لا يتعدى عشرة دراهم اي ما يعادل دولار واحد ويكفي لإشباع عشرة أشخاص، أما فوائدها فجمة، فهي تحتوي على قيمة غذائية كبيرة وينصح الأطباء بتناولها، فهي غنية بالبروتينات والفيتامينات والأملاح المعدنية مثل الحديد والفوسفور، ويعتقد الأطباء أنها تحتوي على مركبات كيماوية تقاوم أمراض السرطان التي تصيب الفم، ومفيد أيضا للقلب لأنه يرفع مستوى الكولسترول الجيد في الدم، وتحتوي على مواد تقوي مناعة الأجسام ضدالأمراض، فحبوبها الجافة تحتوي على: 28%من البروتين، و48 %نشويات، و3%دهون، و2%غلوكوز، و3 %أملاح معدنية، و16%مواد أخرى من ماء وألياف وغيرها ولإعداد أكلة "البيصارة" لن يحتاج المرء لكثير من الوقت، لأنها سهلة الإعداد، و تحضيرها لا يحتاج سوى ساعة على الأكثر، وتختلف مقادير "البيصارة" من منطقة لأخرى، لكنها عموما تتكون من نصف كيلو فول مجفف من دون قشره، ولتر ماء أو أكثر، وثلاثة فصوص من الثوم، وملعقة صغيرة ملح، وملعقة صغيرة من الكمون، وفنجان زيت زيتون، أما الطريقة التي تعد بها في مناطق التي يتواجد بها المغاربة البربر فيتم فيها تعويض زيت الزيتون بزيت أركان، وطريقة الطهو موحدة، إذ نضع في "الطنجرة" الفول مع الزيت و الملح لمدة نصف ساعة تقريبا، بعد ذلك نطحن المكونات ونرجعها إلى الطنجرة مجددا ونضيف إليها الفلفل الأسود والكمون وزيت الزيتون وكمية من الماء عند الحاجة مع التحريك طبعا لكي لا يلتصق، في النهاية تصب في الصحون ويفضل صحون الطين التي تسمى "الزلايف" لتقدم إلى جانب خبز القمح أو الشعير، وترش في النهاية بزيت الزيتون والكمون، وهناك من يضيف إليها قطرات من الليمون حسب بعض المناطق المغربية، التي يصنع البعض منها "بيصارة" من الجلبانة المجففة، أو ما يسميه المغاربة "بيصارة الجلبانة"، وهناك ايضا من يضيفون إليها بعض الخضراوات كاللفت واليقطين والجزر وغيره.