المبدعون يرفعون شعار "حميش ديكاج" "حميش ديكاج" و"حميش برا" و"هذا عار..هذا عار..الثقافة في خطر" و"الكتاب والمثقفون والمبدعون والفنانون يطالبون برحيل مجنون الحكم"، كانت هذه من بين الشعارات المائة التي رفعها مثقفون وفنانون ومبدعون أمام مقر وزارة الثقافة بالرباط بداية الأسبوع الفارط مطالبين بنسالم حميش، وزير الثقافة بالتنحي عن منصبه الوزاري وتجميد عضويته في اتحاد كتاب المغرب ومطالبة العديد من المؤسسات بسحب جوائز منه. وقال حسن النفالي، عن الائتلاف المغربي للثقافة والفنون إن هذه الوقفة هي الثالثة في المسيرة النضالية للمبدعين والمثقفين والفنانين بعد مقاطعتي الدورة 16 و17 من المعرض الدولي للنشر والكتاب. وأضاف النفالي أن الوقفة رسالة قوية من المشاركين فيها الذين بلغ عددهم مائتي مشارك من الدارالبيضاء و300 مشارك من باقي المدن المغربية.واعتبر النفالي أن الوقفة بمثابة رسالة إلى المسؤولين من أجل إعادة النظر في وزارة الثقافة بشأن عام، ووزير الثقافة الحالي بصفة خاصة، مشيرا إلى أنها لن تكون المحطة الأخيرة في المسيرة النضالية وستتلوها محطات أخرى. وردد العديد من الفنانين والمبدعين والمثقفين في شتى مجالات اشتغالهم شعارات تطالب بتنحي بنسالم حميش عن منصبه وتدعو إلى إعادة الاعتبار إليهم وإلى الثقافة الوطنية بكل أوجهها ومكوناتها.وأكد المتظاهرون، خلال الوقفة التي استغرقت ساعة واحدة (من الساعة الحادية عشرة صباحا إلى الثانية عشرة)، أن وزير الثقافة أوصل السياسة الثقافية بالمغرب إلى مأزق، وأنه أسهم في تهميش الفن وإقصاء الفنانين والمبدعين، وامتنع عن تقديم أي دعم للثقافة والإبداع. ومن الأسماء المشاركة في الوقفة أمام مقر وزارة الثقافة عدد كبير من الممثلين منهم عبد القادر مطاع ومحمد خيي وعبد اللطيف هلال ومحمد الدرهم وعبد الرزاق البدوي ودنيا بتازوت وهشام بهلول وعائشة ساجد ومحمد الشوبي ومحمد البسطاوي وأحمد الصعري وعبد العاطي لمباركي وعزيز موهوب وخديجة جمال ومصطفى تاه تاه ونعيمة بوحمالة وعبد الكبير الركاكنة وأسماء بنزاكور وعباس فرات ومحمد المليحي وعبد الحي الملاخ وعبد الرحيم العلام وحسن البحراوي والباتول المرواني. وشارك في الوقفة الاحتجاجية نفسها عدد من الجمعيات والنقابات منها الائتلاف المغربي للثقافة والفنون وبيت الشعر ونقابة المسرح ونقابة الموسيقيين وجمعية الناشرين المتحدين ونقابتين للفن التشكيلي والجمعية المغربية للفنون التشكيلية والكنفدرالية الديمقراطية للشغل قطاع الثقافة والفيدرالية الديمقراطية للشغل قطاع الثقافة وجمعية المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي وخريجي المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث وجمعية التصوير الفوتوغرافي. وشارك أعضاء فرقة الفنون من منطقة إمنتانوت في الوقفة نفسها، كما شارك مبدعون وفنانون ومثقفون حلوا من عدة مدن وهي أكادير ومراكش والدارالبيضاء والرباط وآسفي والقنيطرة وسلا وفاس ومكناس وأصيلا وطنجة والعيون.وقال بشير قمري، عضو اتحاد كتاب المغرب وكاتب وباحث، إن الوقفة هي إدانة لما يتفوه به بنسالم حميش ضد المثقفين والفنانين ويتهمهم بالبلادة والغباء، والذين يطالبونه فيها بالابتعاد عن الشأن الثقافي. وأكد قمري أن مطالب المثقفين والمبدعين بمختلف مشاربهم وانتماءاتهم ليست "خبزية"، موضحا أن الهدف منها ليس البحث عن الجانب المادي بقدر ما ترمي إلى تأكيد ضرورة النهوض بالثقافة الوطنية في كل تمثلاتها. وأوضح قمري أن من بين المطالب الأخرى التي دعا إليها المشاركون في الوقفة الاحتجاجية مطالبة العديد من المؤسسات بسحب الجوائز التي منحتها إلى بنسالم حميش "لأنه لا يحترم المثقفين المغاربة".كما أجمع المثقفون الذين شاركوا في هذه الوقفة على أن الثقافة في عهد الوزير الحالي الوصي على القطاع، عرفت تراجعات أثرت سلبا على معنويات المبدعين وظروفهم المهنية. وقال عبد الرحيم العلام، رئيس اتحاد كتاب المغرب، إن الوقفة الاحتجاجية التي نفذتها المنظمات الثقافية الثلاث (اتحاد كتاب المغرب والائتلاف المغربي للثقافة وبيت الشعر في المغرب)، إضافة إلى جمعيات ونقابات فنية وثقافية، تأتي في إطار مواصلة الأشكال النضالية لإيصال صوت المثقفين وإلى كل المسؤولين ومن لهم غيرة على الثقافة والفن بالمغرب، وكل من يشعر بالقلق تجاه مستقبل الثقافة من أجل إنقاذ الوضع الثقافي، وضرورة تحقيق التغيير المنشود ووضع حد للاستهتار الذي يطول السياسة الثقافية بالبلاد. وأضاف العلام، في حديث مع "الصباح"، أن الكل أصبح يلمس تراجعا على مستوى تدبير الشأن الثقافي وتقويض المكتسبات التي تحققت في عهد الوزراء السابقين الذين تعاقبوا على القطاع. وأبرز العلام "نحتج ضد الرداءة وضد وزارة الثقافة في عهد وزير لا يفكر سوى في نفسه ولا يفكر في مصلحة المثقفين والفنانين والمبدعين". وأكد أن الخطوة الأولى للمؤسسات الثقافية تجلت في مقاطعة أنشطة المعرض الدولي في دورته الأخيرة، وتلتها الوقفة الاحتجاجية أمام مقر الوزارة، وستتلوها وقفات أخرى إلى أن تتم الاستجابة إلى مطلب التغيير والإصلاح، مبرزا أن المطلوب هو إيلاء المكون الثقافي ما يستحقه من اهتمام وعناية. من جهته، قال محمد الدرهم، رئيس الائتلاف الوطني للثقافة والفنون، إن المطلب الذي عبرت عنه المؤسسات الثقافية المذكورة ليس وليد اليوم، بل هو مطلب قديم، مضيفا أن الثقافة تلعب دورا رائدا في المجتمع. وأوضح أن لا تنمية بدون ثقافة، وهو ما يستدعي إيلاء الجانب الثقافي والفني العناية اللازمة.