منظمات إعلامية وثقافية وفنية تنسق احتجاجا على تغييب الخدمة العمومية في القناة الثانية تستعد مجموعة من هيئات المجتمع المدني، الفاعلة في الميدان الحقوقي والثقافي والفني، لإطلاق مبادرات للاحتجاج على غياب ضمان الخدمة العمومية في القناة الثانية، وذلك بتنسيق مع النقابة الوطنية للصحافة المغربية. وحسب بلاغ صادر عن النقابة الوطنية، فإن هذه المبادرات «تأتي للتنديد بإصرار الإدارة العامة للقناة الثانية على تقديم منتوج سطحي، لا يستجيب لانتظارات وتطلعات الشعب المغربي ...». وتسائل هذه المبادرات النضالية، التي سيتم الإعلان عن تفاصيلها، لاحقا، الإدارة العامة الحالية عن الكيفية التي تم بها تدبير مشاريع الإنتاج خلال الفترة الماضية. وقد تم رصد عدد من الوقائع خلال السنوات الأخيرة والتي جعلت أداء القناة الثانية على المحك ، سواء من قبل الجمهور أو النخب المختلفة. وذلك راجع الى غياب سياسة برامجية تراعي التوازن والتنوع، إذ تلاحظ غلبة البرامج الترفيهية وغياب عدد من البرامج الثقافية التي كانت ضمن الخريطة البرامجية للمواسم السابقة. لكن الأهم، هو عدم التفاعل الناجع مع المحيط العام للحياة اليومية في إطار رؤية شاملة للعديد من تطلعات وآفاق انتظار المواطنين. وحسب مصادر مطلعة من داخل القناة، فإن المناخ العام للعاملين بالقناة الثانية لا يسمح بممارسة مهنية فعالة، خاصة وأن الإدارة سعت منذ سنوات الى محاربة التعدد النقابي، وتغييب الكفاءات، وتغليب الهاجس التجاري، على الخدمة العمومية، وغياب التواصل بشكل سليم مع العاملين، بل والرفض المنهجي لمشاريع مقدمة من قبل صحافيين منتجين، باستمرار وبدون مبرر. وحسب ذات المصادر، فإن تعامل الإدارة مع شركات الإنتاج يعرف نوعا من الانتقائية، ما يخلق العديد من المشاكل حول الحكامة الرشيدة ومبادئ الشفافية. ومازال ما يزيد عن 70 من العاملين في مسلسل «المجذوب» الذي عرضته القناة الثانية، ينتظرون مستحقاتهم، هذا بالإضافة إلى كراء معدات من خارج القناة على الرغم من التوصل بتجهيزات جد متطورة... وعلى صعيد آخر، يرى المهتمون بالشأن الإعلامي ببلادنا أن الإدارة تصر على اختزال اهتمامات الشباب المغربي في صنف فني وثقافي سطحي وتهميش الانشغالات الحقيقية للشباب في مجالات مختلفة، والعمل على إثراء الحوار السياسي الجاد.