تنسق النقابة الوطنية للصحافة المغربية مع عدد من هيئات المجتمع المدني الفاعلة في الشأن الحقوقي و الثقافي والفني، من أجل اتخاذ مبادرات وطنية نضالية مشتركة تعبر عن تطلعات المغاربة في ضمان الخدمة العمومية في القناة الثانية. وتدارست النقابة مع هذه الهيآت، تنظيم تظاهرات إشعاعية و احتجاجية، للمطالبة بتغيير جذري في السياسة المنتهجة بهذه القناة، والتي تضرب في الصميم مفهوم "الخدمة العمومية". وتأتي هذه المبادرات للتنديد بإصرار الإدارة العامة الحالية للقناة الثانية على نهج سياسة برامجية سطحية، بدوافع ميركانتيلية، و لا تستجيب لانتظارات وتطلعات الشعب المغربي. كما أنها لا تتفاعل مع قضاياه ومعيشه اليومي، وتلغي العديد من الأصوات الوطنية الحرة التي ما فتئت تؤكد على أهمية المرفق العام في التأطير والتوجيه والتثقيف والتربية، وفي المساهمة في إبراز كفاءات جديدة تثري فضاء النقاش العمومي، السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي والفني والتربوي، وتساهم أيضا في التنشئة الاجتماعية البناءة للأجيال الجديدة، وفق رؤية إعلامية تنتصر لقيم المواطنة والديمقراطية والحداثة. كما ترمي هذه المبادرات النضالية، التي سيعلن عن تفاصيلها في المستقبل القريب، إلى مساءلة الإدارة العامة الحالية على الكيفية التي تم بها تدبير مشاريع الإنتاج خلال السنوات الأخيرة، و المسطرة التي اعتمدت في إبرام العقود والصفقات في هذا المجال، و مدى احترام مبادئ الحكامة الرشيدة في قبول أو رفض المشاريع المقترحة التي تعرض على المصالح المختصة بهذه المؤسسة. ومن بين أهداف هذه المبادرات أيضا، المطالبة بالكشف عن أسباب التجاهل والتغييب، شبه التام، للإنتاج الفكري والثقافي والفني المغربي، وإقصاء رموزه والفاعلين فيه، وتعويض ذلك بإنتاجات رخيصة مستوردة من الخارج. هذا بالإضافة إلى إصرار الإدارة المذكورة على اختزال اهتمامات الشباب المغربي في صنف فني وثقافي سطحي و فولكلوري، وتهميش باقي الانشغالات الشبابية الأخرى في مجالات الثقافة والفن والاجتماع والتربية والاقتصاد، و إثراء الحوار السياسي الجاد.