عمال شركة النظافة «سيطا البيضاء» في وجدة يدخلون في اعتصام مفتوح المساء : «النظافة ها هي، وحقوقنا فينا هي؟».. «العمراني ماشي مدير، لا إدارة لا تسيير».. «يا سيطا يا تيكترا اتحدوا في النضال لتحقيق المطالب وإرجاع المطرودين»... تلك بعض الشعارات التي رددتها بقوة وغضب حناجر أكثر من 250 عاملا ومستخدما من الفوج الأول لعمال شركة النظافة «سيطا البيضاء»، والتحق بهم الفوج الثاني، ابتداء من الساعة الرابعة من صباح أمس الثلاثاء فاتح مارس 2011، داخل مقر الشركة بحي التقدم بوجدة في وقفة احتجاجية صاخبة، إعلانا عن الدخول في اعتصام مفتوح ضد سلوك إدارة الشركة وقراراتها التعسفية، التي مست بعض العمال بطردهم بعد انخراطهم في العمل النقابي ضمن الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، منددين بأوضاعهم المزرية، ومطالبين بالاستجابة لملفهم المطلبي. كما رفع العمال صور الملك محمد السادس والرايات الوطنية، مطالبين في نفس الوقت بتدخل المسؤولين، سواء من السلطات الولائية أو المجلس البلدي أو مندوبية الشغل بوجدة. وعلل المكتب النقابي، المنضوي تحت لواء الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، قرار الاعتصام المفتوح حتى الاستجابة لمطالبهم باستنفاد كلّ المحاولات لمباشرة حوار مسؤول وجدّي لمناقشة جميع المشاكل المتردية التي يعرفها قطاع النظافة بمدينة وجدة، والتي يؤدي ضريبتها عمال ومستخدمو شركة «سيطا البيضاء» المنتمون إلى شركة «تيكترا»، والتعسفات التي يعاني منها العمال، ومنها عدم احترام الحرية النقابية، والتهديد والوعيد بالطرد للملتحقين بالنقابة، وتهميش عمال «تيكترا» من طرف المشغل من جهة ومن الشركة الأم من جهة أخرى. ويتجسد ذلك في عدم الاعتناء بالعمال فيما يخص ملابس العمل والأحذية والعطلة الأسبوعية والعطلة السنوية والتعويض والمنح الأخرى التي يستفيد منها عمال شركة «سيطا البيضاء» (الحليب والنقل والصابون وعيد الأضحى ...) . «لن نفك الاعتصام حتى يحضر مدير الموارد البشرية لحلّ المشاكل، وعلى رأسها إرجاع العمال المطرودين من شركة «تيكترا»، والاستجابة للمطالب التي تقدمنا بها أكثر من ثمانية أشهر»، يوضح في تصريح ل«المساء» يحيى غرسلا، مندوب العمال والكاتب العام لنقابة عمال ومستخدمي شركة «سيطا البيضاء»، المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للشغالين بالمغرب. وأشار إلى أن المسؤولين في الشركة رفضوا تسليمهم ملابس الشتاء، كما هو معمول به، وكذا الأحذية والقفازات، إضافة إلى انعدام الماء الصالح للشرب بالشركة ووجود مكان للعمال للاحتماء من المطر والبرد والحرارة بعد وصولهم إلى الشركة وقبل بدء عملهم وصحة وسلامة العمال بالشاحنات التي تفتقر لمثلث العطب (العجلات والأضواء والوثائق) رغم الشكايات المقدمة والمسجلة بالسجل، إضافة إلى تأخير صرف أجور العمال والمستخدمين والتعسفات والتهديد والوعيد والتلفظ بالعبارات غير اللائقة من طرف المدير في حق العمال وإرغامهم على الالتحاق بنقابة أخرى يعتبرها العمال متواطئة مع إدارة الشركة. وأكد يحيى الجابري، الكاتب العام لنقابة عمال ومستخدمي شركة «تيكترا/سيطا البيضاء»، المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، على أنهم يعانون الأمرين من خلال التهديد بالطرد والتهميش ورفض ترسيم العمال، مشيرا إلى طرده، وهو أب لثلاثة أطفال ويعاني من مرض مزمن، مع العلم أنه بدأ يشتغل سائق شاحنة منذ انطلاق شركة «تيكترا». وأضاف «صرح لنا المدير أن كل من التحق بنقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب مطرود، وتم طردي البارحة دون سابق إشعار لما علقنا لائحة المكتب والبيان، في الوقت الذي يقوم بترسيم بعض المحظوظين الموالين له. نحن نريد حمايتنا وتطبيق القانون فقط». ومن جهته، صرح لحسن بجّي، مدير استغلال شركة «سيطا البيضاء»بوجدة، ل«المساء» أن باب الحوار مفتوح وتم تنظيم لقاءات مع النقابات التي تمثل هؤلاء العمال، وتم التوصل إلى اتفاقيات تتضمن مجموعة من المطالب، منها ما تحقق ومنها ما يتطلب مساطر وإجراءات، مضيفا «لقد أخذونا على حين غرة بهذا الاعتصام، وتم ترسيم عدد من العمال، حسب معايير وحسب الاستحقاق وطبقا لعقدة العمل، ونعتبر أننا نشتغل في إطار القانون». وأشار إلى أن الشركة تتوفر على 578 عاملا، في الوقت الذي تشتغل ب500 عامل، واحتفظ بالفائض في إطار المساعدة الاجتماعية وتغطية شريحة كبيرة من الفئات المحتاجة مع تطبيق تشغليهم لمدة ستة أشهر.