الكتاب الذي صدر برقم الإيداع القانوني (1553/98)، يضم بين دفتيه 121 صفحة من الحجم المتوسط، وطبع سنة 2010. صدر للكاتب والزميل الصحافي محمد أحمد باهي، كتاب بعنوان «جذور الارهاب في الجزائر» وهو كتاب يصور فظاعة المعتقلات السرية بالجزائر مطلع سنة 1987، حيث وجد نفسه ضيفا في معتقلات سرية رهيبة ومروعة موزعة على مسافة مليون كلم2، من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب، وتعرض خلال هذه الفترة لأبشع أنواع التعذيب الرهيب الذي لايمكن تصوره ولا وصفه، لبشاعته ووحشيته وعنفه وجنونه، على يد ضباط جزائريين، ويضيف الكاتب «لقد رأيت وسمعت، ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، وتعرفت على جزائر لم تكن تخطر على البال، ولا حتى إمكانية تصورها في الخيال، لم تكن الزيارة سنة 1987، والتي دامت - تحت الأرض - عشر سنوات، هي الزيارة الأولى، لذلك البلد الجار، الذي كنا ونحن تلاميذ وفتيان في المدارس والجمعيات والمنظمات الكشفية والمخيمات الصيفية وحتى داخل الأحياء والدروب والأزقة، نغني له أغاني المجد والنصر والحب والحرية.. أغاني وأناشيد لقادة وشعراء كبار.. ولشاعر الثورة الجزائرية المرحوم مفدي زكريا، الذي اختار المنفى في المغرب، بعد أن تنكر له قادة الجزائر بعد الاستقلال، لأنه فقط حاول أن يفهم، وقال له مسؤول عسكري كبير العبارة الشائعة في الجزائر «ماتحوصي تفهم». ولكي لايفهم، غادر مفدي زكريا الذي كتب نشيد الثورة بدمه في السجن، غادر الجزائر، مات غريبا بعيدا عن وطنه وأهله، في الوقت الذي تردد فيه الجزائر صباح مساء نشيدها الوطني الرسمي الذي كتبه مفدي زكريا: فاشهدوا». ويسترسل الكاتب: «ومما يبعث على السخرية والأسى في آن، أنه قد يكون في وسع السلطات الجزائرية أن تتكيف مع أحداث العنف الحالية، بل أن تستفيد منها، إلا أن الأمر ليس كذلك مع عامة الناس في الجزائر، والذين يتزايد تعرضهم للفقر والحرمان، كما يعيشون في خوف دائم من القتل، بينما لاتوفر لهم الحكومة الحماية الملائمة، فقد قتل عشرات الآلاف من المدنيين، كما غدت حوادث التعذيب والاخفاء والاختطاف والتهديد بالقتل على أيدي أفراد قوات الأمن والمليشيات التي تسلحها الحكومة والجماعات «الإسلامية» المسلحة من وقائع الحياة اليومية المعتادة».