سقط العديد من الجرحى في مواجهات عنيفة بين قوات مكافحة الشغب الجزائرية وسكان حي النخيل بالعاصمة الجزائرية وقعت بهاية الأسبوع الماضي ، بعد أن أغلقوا نفق وادي أوشايح للمطالبة بالتّرحيل ، وقطعهم الطريق السريع على مستوى نفق «وادي أوشايح» ، احتجاجا على إقصائهم من عملية الترحيل إلى سكن لائق . كانت الساعة تشير إلى الثالثة مساء، عندما قرّرت العائلات النزول إلى الشارع، وكانت النسوة والأطفال في مقدمة المحتجين. رافعين شعارات تندد «بالحكرة» وطول الانتظار ، والوعود الكاذبة باستفادتهم من برنامج الترحيل. وتقول نسوة في عين المكان ، بأن الوضع لم يعد يحتمل ورفعوا شعارات من قبيل «بركات…بركات… 25 سنة ونحن ننتظر.. ألسنا جزائريين..؟» ومع أن سكان حي النخيل المقدّر عددهم بحوالي 900 عائلة، هم من بادروا بالخروج لقطع الطريق بالعجلات المطاطية والمتاريس، إلا أن سكان الحي القصديري ب«لاغلاسيار» ساندوهم وقطعوا هم أيضا الجهة المقابلة من مدخل وادي أوشايح. واضطرت مصالح الأمن الجزائرية، التي حاصرت المكان، إلى منع مستعملي الطريق السريع الرابط بين العاصمة والدار البيضاء من الانحراف نحو مكان الاحتجاج، ما تسبب في ازدحام في حركة المرور. وأوضحت سيدة في عين المكان قائلة «خرجنا إلى الشارع لأننا منذ 1984 ولحد الآن لم نستفد من الترحيل .. لقد تزوّجنا هنا، وأولادنا سيتزوجون أيضا، ولم نتلق إلا الوعود». وأشارت سيدة أخرى إلى أن «الوالي المنتدب هدّأنا منذ 9 أشهر، وبعد أن تم تنقيله، لم يعد بمقدورنا الانتظار أكثر… كرهنا «معيشة الذل»، ونحن لن نتحرك من هنا حتى يجدوا لنا حلا مستعجلا». من جهتهم، أكد عدد من الشباب «نقطن في غرفة نأكل وننام فيها، إننا لا ننام إلا بالمناوبة، ومن لهم الحظ يفترشون الأرض كالأموات في غرفة واحدة». محتجّ آخر، قال بنبرة حادة «كرهنا الوعود الكاذبة… لماذا لا نستفيد من برنامج الترحيل، أم أننا لسنا جزائريين… لم نذق بعد طعم الاستقلال». ونبه أحد المحتجين قائلا «بالأمس فقط انفجرت قارورة غاز في منزل إحدى العائلات وكادت تقع الكارثة… ولا أحد من المسؤولين يفكر في وضعيتنا». حيث يقول « إن العمارات التي نقطنها مبنية في عهد الاستعمار ومهددة بالإنهيار في أية لحظة». ويتابع «لقد تم التأشير عليها في زلزال 21 ماي 2003 بالأحمر، لكن من دون جدوى، ونحن لا نزال نسكن تحت أسقفها». وعلى الرغم من أن قطع الطريق كان حركة احتجاجية سلمية، على حد تعبير السكان، إلا أن المشادات بالحجارة اندلعت في حدود الساعة الرابعة والنصف مساء، بعد أن أعطيت تعليمات بتدخل قوات مكافحة الشغب، التي تقدمت انطلاقا من مدخل النفق. وتسببت المواجهات في وقوع عشرات الجرحى في صفوف المواطنين وعدد من رجال الشرطة. وقرّر السكان عدم التحرك من عين المكان إلى غاية ساعة متأخرة من المساء، رغم محاولات قوات مكافحة الشغب تفريقهم. وطالبوا بحضور والي العاصمة، من أجل طرح انشغالاتهم. ونددوا باستفادة 1586 عائلة فقط، من عمليات الترحيل، من ديار الشمس ومواقع مختلفة للشاليات باتجاه سكن لائق بكل من الدرارية والكاليتوس والسويدانية والدويرة. من جهتها، اشتكت 40 عائلة في مزرعة جايس المحاذية للنفق، وخرجت لمساندة سكان حي النخيل، مطالبين بتقديم موعد محدد لترحيلهم. وتجددت المشادات بين المواطنين ومصالح الأمن في حدود السادسة مساء، بعد إصرارهم على فتح النفق أمام حركة المرور، باستعمال الحجارة وأضرام النار في العجلات المطاطية.