عندما وقف " بوتفليقة - ذات يوم - أمام مواطن جزائري وهو يسلمه مفتاح مسكن ( ... ) ، وخاطبه متبجحا " حنا نعطيو° الديور° ماشي زلايف° لحريرة "، لم يكن يدر أن عملية إعادة أسكان متضرري الزلازل والفيضانات ودور الصفيح تتطلب جردا ودراسة ميدانية وعزيمة ... وأن مشكل السكن لا تحله النزوات والتطاول على أسياده، وأنما بالحل الشامل في الحرب على الفقر والحاجة في بلد من أغنى البلدان، والشعب مسلوب الإرادة والخيرات تتصرف فيها شرذمة من الجنرالات، ولإلهاء الشعب الجزائري دائما تلهيه بالعدور الخارجي، تارة المغرب، وتارة تونس ، وتارة مصر، مع التركيز على فرنسا دائما لحسابات نعرفها وتعلافها الجزائر . لكن ما رأي بوتفليقة في التخريجة الجديدة التي فاجأه بها الشعب في قلب عاصمته. وهاهو الشعب الجزائري ينتفض مرة أخرى ضد الحكرة والفساد مطابا حقه الطبيعي والكريم في سكن لائق، هذا الحق الذي لا يمكن لبوتفيقة وزمرته العسكرية أنها مصممة على تحقيقه مادامت فلوس الشعب الجزائري تقسم بسخاء على البوليساريو " والجزيرة " والمنظمات الأهلية في أوروبا خاصة، لمعاكسة الحق المغربي في صحرائه . لكن الشعب الجزائري يبدو أنه لم يعد يضرب على قفاه، ولم تعد تهمه الكرة بل اتجه هذه المرة نحو قوات مكافحة الشغب ويصيب 24 شرطيا بجروح بينهم أربعة في حالة خطيرة، اثر مشادات عنيفة وقعت بحي العافية ببلدية القبة، بين محتجين، على عملية هدم بيوت قصديرية، فيما تم توقيف 12 شابا. وكانت الشرارة التي أشعلت فتيل المواجهات بين المحتجين وقوات الأمن هي إقدام مصالح بلدية القبة على هدم ثمانية بيوت قصديرية بحي العافية. و لم تتمكن الجهات المعنية من استكمال عملية الهدم، بعد تصاعد الاحتجاجات، وتحولها إلى مواجهة عنيفة بين عناصر مكافحة الشغب، لتنتقل بعدها الى قلب العاصمة أين تم وضع المتاريس وحرق العجلات المطاطية للحيلولة دون تقدم قوات الأمن، .