"الفحم الحجري النظيف ضروري "مقابل"عدم إمكان جعل الفحم الحجري نظيفاً". هذه هي الرسالة الأولى من ثلاث رسائل متبادلة بالبريد الإلكتروني بين خبيرين في مجال تغيّر المناخ حول استعمال الفحم في المستقبل. النقطة الأولى مقدمة من ساشا ماكلر، مدير الأبحاث للجنة القومية لسياسة الطاقة. أما ديفيد روبرتس، الكاتب في شؤون المناخ والطاقة لموقع غريست دوت أورغ (Grist.org) فإنه يتبعه بإبداء النقطة الأولى المغايرة. الخلاصة: في حين يوافق ماكلر على ان الفحم الحجري يُشكِّل أحد المواد المساهمة الأولية في التغيّر الضار للمناخ فإنه يؤكد على ان استعمال التكنولوجيا الحالية لتطوير فحم يصدر انبعاثات كربونية منخفضة أمر ضروري. فسوف ينمو طلب البشرية للحصول على طريقة فعالة لتوليد الطاقة بصورة أسرع من نمو تكنولوجيات الأشكال البديلة لإنتاج الطاقة على نطاق واسع، وفي حال عدم التمكن من استعمال الفحم الحجري بطريقة صديقة للمناخ فإنه سوف يستعمل على أية حال. النقطة الأولى: الفحم الحجري النظيف جزء ضروري لمكافحة تغيّر المناخ عزيزي ديفيد، عندما اتصل بي الناس الطيبون من وزارة الخارجية لمعرفة ما إذا كنت مستعداً للمشاركة في تبادل رسائل قصيرة عبر البريد الإلكتروني حول بضع مسائل تتعلق بمستقبل الفحم وتغيّر المناخ، أثار ذلك رغبتي بما يكفي لأطلب منهم الحصول على المزيد من المعلومات. وجدت ان فكرتهم لاستضافة سلسلة من الرسائل المتبادلة حول نقطة ما والنقطة المضادة في ما يخص مسائل مهمة تتعلق بسياسة المناخ قبل اجتماعات كوبنهاغن، فكرة جيدة وسارعت إلى قبول الاشتراك فيها. وعند ذلك أبلغوني باني سوف أتراسل معك حول موضوع الفحم الحجري. دعني أبدأ بالقول إنني أقرأ موقع غريست على الإنترنت وأنا أحد هواة هذا الموقع وأعرف عملك جيداً. علاوة على ذلك، أجد نفسي موافقاً دائماً تقريباً على خط التفكير الذي تتبعه. لذلك فاني أتقدم للخوض في هذا النقاش مع بعض التخوف. أول الأمور أولاً. من أجل التأكد من اننا (وقراءنا) نقدّر ما نحن مقدمون عليه: سوف أحاول بصورة أساسية ان اقدم دفاعاً مقنعاً في ثلاث رسائل إلكترونية قصيرة لكي تكون الإجابة على السؤالين التاليين "نعم". إنني افترض أنه ستكون لك وجهة نظر مختلفة. والسؤالان المطروحان الآن هما (1) هل تستطيع التكنولوجيات الجديدة إنتاج "الفحم الحجري النظيف" القابل للحياة من الوجهة الاقتصادية؟ و(2) هل ان الفحم الحجري النظيف جزء مكون ضروري لمحاربة تغيّر المناخ؟ سيكون هذا النقاش مسلياً. أريد أن أبدأ ببضعة تأكيدات أساسية ستدفع مناقشتي. وليس المقصود منها أن تكون استفزازية. بل على العكس، آمل الآن بأن تؤخذ على أنها نوع ما عادية. * يُشكِّل تغيّر المناخ خطراً أساسيا على مجتمعنا وعلى كوكبنا. * النشاطات الصناعية للإنسان هي التي تدفع إلى تغيّر المناخ. * تغيّر المناخ هو في معظمه مشكلة طاقة. * يجب على نظام الطاقة في العالم ان يتوقف عن بث ثاني أكسيد الكربون في الجو. وتالياً، أود ان اقدم بعض الحقائق البسيطة جداً المتعلقة بالطاقة التي لا شك بأنك الآن على علم بها: * يُشكِّل الفحم الحجري حالياً مصدراً رئيسياً لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الجو. فهو مسؤول عن نسبة تزيد عن 40 بالمئة من إجمالي الانبعاثات العالمية للكربون من أنظمة الطاقة. * الفحم الحجري هو الوقود الاحفوري الأشد كثافة بالكربون. * تعتمد اقتصادات يومنا الحاضر اعتمادا كبيرا على الفحم الحجري. فالفحم الحجري هو أدنى أنواع الوقود الأحفوري ثمناً وأوسعها انتشاراً في العالم. وتعتمد الولاياتالمتحدة اليوم على الفحم الحجري لتأمين نصف إنتاجها من الكهرباء وفي الصين، البلد الأكثر استهلاكاً في العالم للفحم الحجري تصل هذه النسبة إلى حوالي 80 بالمئة تقريباً. * الاستثمار في استخراج الفحم الحجري في العالم النامي- وبصورة أساسية في الصين والهند – ينمو بسرعة. ففي السنوات الأخيرة أضافت الصين عدداً من محطات توليد الطاقة التي تستخدم الفحم الحجري يتجاوز كل القافلة الطويلة التي تمكلها الولاياتالمتحدة من محطات توليد الطاقة التي تستخدم الفحم الحجري واستغرقها بناؤها اكثر من 60 سنة. وهكذا يُشكِّل التعامل مع الطاقة المتولدة باستعمال الفحم الحجري، من نواح عديدة، نقطة مركزية في أي جهد ذي معنى للمعالجة الجدية لتغيّر المناخ. والسؤال الثاني أعلاه يتأمل ملياً في ما إذا كان الفحم الحجري النظيف جزءاً مكوناً ضرورياً من الحل المتعلق بالمناخ- وأقول، بصفتي لست من المعجبين بالتنقيب عن الفحم الحجري او بانبعاثات محطات الطاقة القذرة الأخرى، ان من الأفضل ان يكون الأمر كذلك. وفي رسالتيّ الإلكترونيتين القادمتين سوف ابذل قصارى جهدي لوضع الخطوط العريضة لأفكاري حول العوامل الفنية والسياسية الواجب أخذها في الاعتبار عند النظر في مستقبل الفحم الحجري. سوف أتطرق إلى السبب الذي يجعل من غير الواقعي التفكير باحتمال إلغاء استعمال الفحم الحجري في أي وقت قريب (أي خلال العقدين التاليين) وان ذلك الوقت لن يسمح باستعمال أي خيار آخر غير التقاط ثاني أوكسيد الكربون من الفحم الحجري الذي نقرر استعماله والتخلص منه بطمره تحت الأرض (وأنا أسمي هذا بأنه "فحم حجري صديق للمناخ" او فحم "متدني الكربون" بدلاً من فحم حجري "نظيف" وذلك لعدد من الأسباب الواضحة جداً.) بالتأكيد توجد أمور كثيرة تقف في طريق هذا الانتشار الواسع لمحطات توليد الطاقة التي تستخدم الفحم الحجري الصديق للمناخ. وسوف أتحدث أيضاً اكثر قليلاً عن تلك الحواجز وأين تقف اليوم معظم التكنولوجيات التي تعد بنتائج افضل. في الأغلب، سوف أحاول ان أدافع عن القضية المبسطة التي يتوجب علينا أن نتجاوز عاداتنا القديمة في صنع السياسة، ولا يُشكِّل ذلك مسألة اختيار أية تكنولوجيا للكربون المنخفض- سواء كانت الشمسية، أو النووية، أو غير ذلك – التي يفضلها الفرد بدرجة أكبر ومن ثم يناصر إنجاحها. مشكلة المناخ جسيمة، ومدى شهية البشرية للطاقة هائل لا يمكن قياسه، وكل خيار إفرادي لدينا لانتاج طاقة خالية من الكربون (وتخفيض الطاقة التي أساسها الكربون) سوف يكون ضرورياً إذا كنا نرغب حتى في الحصول على فرصة لتأمين استقرار تركيز الكربون في الجو المحيط. أضف إلى ذلك القوى السياسية التقليدية التي تؤثر عليها بصورة نموذجية الصناعات القائمة (كصناعة الفحم الحجري) والتي تستطيع ان تلعب دوراً هاما جداً في تشكيل السياسة حول العالم، وآمل أنك ستوافق، فعلا، على ان المستقبل الذي يجب ان نكون أكثر خوفاً منه هو المستقبل الذي نخفق فيه في تطوير فحم حجري صديق للمناخ. فهو عمل ممكن وضروري. مع خالص تحياتي، ساشا ساشا ماكلر ( http://bipartisanpolicy.org/about/staff/sasha-mackler ) هو مدير الأبحاث في اللجنة القومية لسياسة الطاقة. يركز في حديثه على إمكانات تكنولوجيات الطاقة المتدنية الكربون لتخفيف المخاطر الناجمة عن تغيّر المناخ، وكيف يمكن تطوير هذه التكنولوجيات ونشرها على نطاق واسع. ماكلر حائز على شهادة ماجستير في علوم هندسة موارد الأرض وشهادة ماجستير في الإدارة العامة، وكلتاهما من جامعة كولومبيا. - الرد الخلاصة: يحاجج روبرتس بان السؤال الرئيسي ليس "كيف يمكننا تخفيض انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون بأفضل طريقة؟" بل بأننا نحتاج إلى مواجهة سؤال أساسي أكثر يتعلق باحتياجات الإنسان مقابل رغباته. إذا كان من المفروض ان تكفل الأرض استدامتنا جميعاً، فان تحديد أولويات الموارد أمر حيوي. وبدلاً من الاعتماد على الفحم الحجري (مكلف وأقل وفرة عما كان يعتقد، وقذر في إنتاجه- حتى في ما يسمى العمليات "النظيفة")، يناصر روبرتس الاستثمار في مصادر طاقة أكثر قابلية للاستدامة – المحررون. النقطة المغايرة الأولى: إمدادات الفحم الحجري مقصّرة، ومكلفة ولا يمكن جعله نظيفاً تحيتي لك ساشا، شكراً لرسالتك. أعتذر لتأخري في الإجابة – أخشى انني وأفراد عائلتي أصبنا بجرثومة أنفلونزا الخنازير H1N1، وتوقفت عن العمل خلال الأسابيع الأخيرة. والآن فقط بدأت اشعر بأني عدت إنساناً من جديد إلى حد ما. وسوف أكون أسرع في إجاباتي من الآن فصاعداً! أوافق على كافة الافتراضات المنطقية الأساسية التي قدمتها باستثناء واحد منها. فقد يبدو وكأنه نقطة فلسفية ولكني اعتقد أن الكثير جداً يتمخض عنه. ولذلك ربما يكون منطلقا جيداً للبدء منه. انه يتعلق بكيفية رؤيتنا لتغيّر المناخ. رؤيتك – بأنه "في الأغلب مشكلة تتعلق بالطاقة" – شائعة بدرجة كبيرة، وتقترح ما قد اسميه حلولاً هندسية: فإذا كان ثاني اكسيد الكربون الصادر من الطاقة هو المشكلة، ففكر في طريقة تهمز بها نظام الطاقة كي يصدر كميات اقل من ثاني اكسيد الكربون. هذا انقضى أمره." ولكن الطريقة الأخرى للنظر إلى تغير المناخ هي في سياق مجموعة كاملة من الحدود والقيود الفيزيائية البيولوجية التي تصطدم بها البشرية. وقدحدد بحث حديث نشر في مجلة "نيتشر" (الطبيعة) عشرة أنظمة كهذه، ويدعى هذا البحث بأننا تجاوزنا عتبة الخطر في ثلاثة منها واننا نقترب بسرعة من تجاوز عدة عتبات خطر اخرى. (أناقش هذا البحث بعمق أكبر ( http://www.grist.org/article/2009-09-22-scientists-identify-safe-operating-space-for-humanity-nature ) في غير هذا الموقع). عند النظر إليه تحت هذا الضوء، فإن تغيّر المناخ يُشكِّل مشكلة طاقة بقدر ما يُشكِّل أعراضا لمشكلة اكبر، يمكن وصفها بالوجودية (وإن لم يكن هذا الوصف دراماتيكياً جداً). والسؤال المطروح أمامنا لا يتعلق ببساطة بكيفية جعل الطاقة أقل احتواء لثاني أكسيد الكربون. فهو يتعلق بعدد الناس الذين تستطيع الأرض احتواءهم وإعالتهم براحة؟ كيف وأين يجب ان نعيش؟ كيف نستطيع تغيير أنظمة التصنيع، والنقل، والطاقة، والأنظمة السياسية والثقافية كيف نكيّف أنفسنا في علاقة مستدامة مع الكوكب الوحيد المتوفر لنا؟ إنه موضوع شائك لا شك ولكنه تقييم اكثر صدقاً لحالتنا. والآن، ما هي علاقة كل هذه الأمور "بالفحم الحجري النظيف؟" إنها فقط كما يلي: عندما نقيّم الحل المحتمل لتغيّر المناخ، يجب علينا ان نحكم عليه ليس فقط بصورة ضيقة على أساس قدرته على منع انبعاثات ثاني اكسيد الكربون، بل بصورة أوسع اكثر – هل انه يُشكِّل خطوة نحو إيجاد علاقة اكثر استدامة بين بني البشر والكوكب؟ فإذا كان الحل عبارة عن رقعة تغطي المشاكل الأكثر اتساعاً، حسناً ... لا يتوفر لنا الكثير من الوقت للاهتمام بمثل هذه الحلول. مع كل الأقوال التي فتحت أمامنا الطريق، اقدم هنا بضع نقاط رئيسية أود ان أبدا بها: 1- لا نملك إمداداً من الحم الحجري "يدوم لمدة 250 سنة." فتقديرات احتياطي الفحم الحجري تشتهر بعدم دقتها وتفرقها، ولكن صدرت عدة تحاليل حديثة موثوقة تؤكد بأن الإمداد العالمي للفحم الحجري سوف يصل إلى "ذروته" خلال السنوات ال 10-20 التالية – أي ليس بعد وقت طويل من وصول إمدادات النفط إلى ذروة مماثلة. ولا يعني ذلك ان الفحم الحجري "سوف يستنفد"، بل ان الاحتياطات المتبقية سوف تصبح أكثر بعدا، ومن الأصعب استخراجها، ومن نوعية ادنى، ومكلفة اكثر. (طالع المزيد ( http://www.grist.org/article/2009-07-27-blackout-heinberg-on-dwindling-coal-reserves-and-the-siren-song- )) هذا يضع حدا للادعاء الكاذب "بالوفرة" الذي يتردد في أحيان كثيرة لدعم نظرية "الفحم الحجري النظيف". والذي يظهر هو ان الفحم الحجري هو نوع من وقود احفوري آخر محدود الكمية، ونحن سائرون نحو استنفاده خلال سنوات حياة أولادنا. ان إنشاء بنية تحتية هائلة ومترامية لفصل الكربون تكلف تريليونات الدولارات للاستفادة من هذه الاحتياطيات المتضائلة، أثار حفيظتي لكونه طريقة سيئة لإدارة الموارد. فلا يتوفر لدينا الكثير من الطاقة الباقية المنخفضة الثمن، ولذلك من الأفضل توجيهها نحو إيجاد ثقافة مستدامة بالفعل تلي عصر الوقود الاحفوري. 2- الفحم الحجري ليس منخفض الثمن. الثمن المنخفض للفحم الحجري الذي يشار إليه في أحيان كثيرة وهم. يبدو ظاهرياً على انه منخفض الثمن لان سعره في السوق لا يمثل التكاليف الكاملة التي يفرضها على المجتمع. فقد وجد تقرير حديث أصدره المجلس القومي للأبحاث ان "التكاليف الخفية" للفحم الحجري – وبصورة رئيسية، فيما يتعلق بالصحة العامة- هي اكبر بالفعل من تكاليفه في السوق وتقرب من 62 بليون دولار سنوياً في الولاياتالمتحدة. وكان تقدير المجلس القومي للأبحاث محدوداً جداً. فهو لم يأخذ في الحسبان انبعاثات الزئبق، ومعالجة البيئة، وتكاليفه الفرص الضائعة في نطاق النقل بالسكك الحديدية (يسيطر الفحم الحجري على البنية التحتية للسكك الحديدية عندنا) وبصورة ذات أهمية قصوى لتغير المناخ. ان دمج المدى الكامل للتكاليف "الخارجية" للفحم الحجري قد يضاعف مرتين او ثلاث مرات الرقم الذي أورده المجلس القومي للأبحاث. وجدت دراسة مماثلة أجريت قبل عدة سنوات ان الفحم الحجري يفرض سنوياً على الصين مبلغاً هائلاً يقدر ب 248 بليون دولار على شكل تكاليف خفية. لا تنعكس هذه التكاليف الخارجية الظاهرية في أسعار السوق للفحم الحجري، ولكن يتم دفعها مع ذلك في حالات المرض، والآفات الزراعية، والإنتاجية الاقتصادية المنخفضة. لا يمكننا اتخاذ قرار منطقي عند الاختيار بين مصادر الطاقة قبل ان يتوفر لدينا حساب كامل ومنصف لتكاليفها الإجمالية. 3- "الفحم الحجري النظيف" اشد قذارة من الفحم الحجري القذر، من كافة النواحي تقريباً. يعني "الفحم الحجري النظيف" بصورة عامة التقاط ثاني اكسيد الكربون الذي يطلقه الفحم الحجري المحترق وطمره تحت الأرض. تجعل هذه العملية الفحم الحجري نظيفاً من ناحية واحدة: يصدر كمية اقل من ثاني اكسيد الكربون. ولكن هناك ناحية مخفية لذلك: الطاقة المطلوبة لالتقاط وطمر ثاني اكسيد الكربون تُشكِّل "عبئاً طفيلياً" كبيراً. وتكون النتيجة انه يتوجب على محطات الطاقة التي تستعمل الفحم الحجري النظيف ان تخزن كمية اكبر من الفحم الحجري للحصول على نفس كمية الطاقة القابلة للاستعمال- أي زيادة بنسبة تتراوح ما بين 10 و25 بالمئة. وهذا يعني زيادة عمليات استخراجه، وتأمين النقل، والتخلص من النفايات الصلبة (طين الفحم الحجري السام)، ومنع التلوث بالزئبق، ومنع تلويث جزيئات الهواء، ومنع تكون مزيج الضباب والدخان – منع حصول كل النواحي القذرة للفحم الحجري ما عدا زيادة خطورة ثاني أكسيد الكربون. وعلاوة على ذلك سوف تستنفد بسرعة اكبر الاحتياطيات المتبقية لدينا من الفحم الحجري. ربما يُشكِّل ذلك صفقة افضل لتغير المناخ ولكنها صفقة اشد سوءاً للمجتمعات الأهلية (الفقيرة والمهمشة بوجه عام) التي يخربها الفحم الحجري اليوم، هذا إذا لم نذكر جبال ابلاشيا. وهناك الكثير مما يقال، ولكن يبدو انني تجاوز╩ على الأرجح الحد الأقصى لعدد الكلمات المتاحة لي! ولكني أورد نقطة نهائية وهي: لا يوجد مصدر للطاقة "ضروري". ليس صحيحا أنه "يجب علينا" ان نفيد من كل الخيارات. بل على العكس، فان حجم ومدى إلحاح المشكلة يعنيان ان التحديد الذكي للأولويات هو أمر حيوي. قد يفاجئنا الفحم الحجري من خلال عملية الالتقاط والاحتجاز – وانا لا أعارض الأبحاث، ولن نعرف أبداً ماذا ستكون نتيجة ذلك – ولكن استناداً إلى ما نعرفه حالياً يبدو انه حل مبذّر بإسراف، وقذر، ومكلف بالمقارنة مع الحلول المنافسة له. فمن الأفضل لنا السعي في سبيل بدائل ذات تكاليف أقل كثيرا وأكثر قابلية للاستدامة. ديفيد روبرتس ( http://www.grist.org/people/David+Roberts ) هو كاتب في موقع غريست دوت اورغ (Grist.org)، حيث يغطي تغير المناخ، والطاقة، والسياسات ذات الصلة. نشر عمله في مجلات "فاست كومباني"، و"بوبيولار ساينس"، و"فانيتي فير"، و"ماذر جونز" وغيرها. يعيش في حي بالارد في سياتل، الذي سيصبح قريباً أول مجتمع أهلي في البلاد يصدر نسبة محايدة من الكربون. حاصل على شهادة ماجستير في الفلسفة من جامعة ولاية مونتانا.