في الوقت الذي تغيب فيه قضيتا سبتة ومليلية والجزر المغربية من برامج الأحزاب وأجندة الحكومة- بشكل يجعل مطلب استعادتها من المستعمر الإسباني أمرا عاجلا - يتزايد التوظيف السياسوي والانتخابوي المستفز لشعور المغاربة في إسبانيا لقضية المدينيتين. هذه الحملة الاسبانية ستتوج يوم الأربعاء 18 غشت 2010 بزيارة رئيس الحكومة الإسبانية السابق خوسي ماريا أثنار إلى الحدود التي تفصل المغرب عن مدينة مليلية المحتلة تحت زعم تقديم الدعم لسكان مليلية وقوات الحرس المدني الإسباني. وتأتي هذه الزيارة المستفزة للحزب الشعبي المتطرف أياما قبل اللقاء المرتقب بين وزيري الداخلية في البلدين في محاولة لتطويق الأزمة التي أفرزتها الأعمال العنصرية للشرطة الاسبانية في المدينتين؛ كما تأتي في ظل ترقب اللقاء المتوقع بين الملك محمد السادس وملك إسبانيا. وتؤكد الوقائع المتسارعة أن المغرب يلزمه وضع تحرير المدينتين في أجندته السياسية الراهنة بشكل واضح إن على مستوى برامج الأحزاب أو على مستوى البرامج الحكومية والبرلمان. كما يلزم تقديم دعم حزبي وحكومي لمنظمات المجتمع المدني في شمال المغرب وداخل المدينتين لتقوية نضالاتها المدنية ضد الاحتلال. وسبق ودعت دعت صحيفة "اليوم" الإسبانية، الأوسع انتشارا في جزر الكناري، حكومة مدريد إلى تسليم مدينتي سبتة ومليلية السليبتين للمغرب.وقالت الصحيفة الإسبانية، في افتتاحيتها لعدد الاثنين الماضي، إن تسليم المدينتين إلى المغرب، سيكون أمرا "منطقيا"، لأن الثغرين "يوجدان في قارة أخرى غير أوروبا، ولهذا، فالمدينتان تنتميان إلى الأفارقة وليس إلى الأوروبيين، وبالطبع، ليس للإسبان". وجاءت دعوة صحيفة "اليوم" الإسبانية هذه، في افتتاحية بعنوان "إسبان مزيفون، مغاربة أم كناريون حقيقيون"، في إشارة إلى تقرير إخباري، كانت نشرته الأسبوعية الأميركية "نيوزويك"، في يونيو الماضي، حول المستعمرات في العالم. وكانت المجلة الأميركية حددت المستعمرات الإسبانية السبع، التي يعيش فيها أكثر من ثلاثة ملايين نسمة، في مدينتي سبتة ومليلية، وجزر الكناري، وصخرة فيليث دي لاغوميرا، وصخرة الحسيمة، والجزر الجعفرية، وجزر البليار. وتضمن تقرير "نيوزويك"، أيضا، خريطة شاملة لجميع المستعمرات، التي لم تطلها عمليات تصفية الاستعمار، مضيفا، بخصوص وضعية سبتة ومليلية، أن الثغرين "الواقعين على الساحل المغربي، ما زالا تحت سيطرة إسبانيا"، وبالتالي، فهما يدخلان في دول الاتحاد الأوروبي.